تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطيبين الأخيار، وافتخر بذلك مفتخر فقال: (نحن قَتَلْنَا عليًّا وبَنِي عَلِيٍّ بسيوفٍ هنديةٍ ورِماح، وسَبَيْنا نساءَهم سَبْي تُرْكٍ ونَطَحْنَاهُم فأَيّ نطاح) .... حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله» (2).

ثم تأتي بعد خطبة فاطمة الصغرى حسب الروايات الشيعية: خطبةٌ أخرى، وهي «خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعًا لهم وتأنيبًا. عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتى عليُّ بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضًا، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام -بصوت ضئيل وقد نهكته العلة-: إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟ فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت ... ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله-: أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل (3) والغدر، والخذل، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دَخَلًا بينكم، هل فيكم إلا الصلف (4) والعجب، والشنف (5) والكذب، .... ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أَنْ سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد أُبليتم بعارها، ومُنيتم بشنارها (6) ولن تَرْحَضُوا أبدا (7) وأَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوةِ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة؟ .... ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا، ونكسا نكسا! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي ... لقد جئتم بها شوهاء صلعاء عنقاء سوداء» (8).

وقد اعترف الشيعة المعاصرون بذلك أيضًا، وذكروه في كتبهم، ومثال ذلك: ما نقله صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني حيثُ قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60 - 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلىكربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيلالمواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برزبالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسينبالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين الكوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذامن أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبثوغيره الذين كتبوا ... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار».

ويقول صاحب الكتاب نفسه – «من قتل الحسين؟» -: «ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغممن حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا: (والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمنزياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثمالتمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروةوالمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهمفقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيثناداهم جميعا وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعموهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهموملئت غرائزهم).

ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: (إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسينعليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هنديولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا منقبائل شتى).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير