تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:12 PM و أما القياس على ملوك الدنيا فتقول لك ... هب أن رجلا وقف على باب القصر ونادى الملك باسمه والح في الطلب حتى أدخل عليه .. فلما وقف بين يديه جعل يلتفت الى أثاث قصره ... ولما سأله مطلبه طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه .. وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق فهو جاهل بآداب الملوك .. ومع هذا تقضى حاجته .. فهذا الملك وعد رعيته ألا يكون بعيدا عنهم بل قريبا منهم يقضي حاجاتهم ... وبعد أن فرغ من مسألته قال الملك لبعض حاشيته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي ... و رجل آخر توصل بأدبه الى حاجب الملك وتأدب بآدابه ... وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم ... ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه ... فلربما خاطبه فأحسن الخطاب ... فيدرجه الملك ضمن أهل مجالسته وخواص جنده ... ويقضى حاجته أبلغ من غيره ..

الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:18 PM وما الموت بالذي ينقض الجاه عند الله بل الوفي من الخلق لا ينقض موت صاحبه جاهه عنده فلربما أحسن لكل أقارب صاحبه إكراما لذكراه ... والله أولى منا بالوفاء ... وما توسل عمر بالعباس الا توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ..... ففي الصحابة من هو عندهم أسبق اسلاما من العباس وبين المسلمين أرفع منزلة ... ولكن العم والد ... لذا توسل عمر بقرابة العباس من رسول الله الى الله .. ألا يخيبه وهو والده ...

الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:28 PM فالله إذا قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه ويكشف السوء ... ولكن الوصول الى مقام القرب يلزمه كمال الأدب مع الله ... وقد أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين .. ولكي يربوا الناس بعد الاسلام والايمان الى مقام الاحسان ... أن تعبد الله كأنك تراه ... لذا فبعيد على من لم يربه نبي أن يصل الى تلك الدرجة ... ولكن ما لا ينال كله لا يترك بعضه ... لذا استعان الناس على دسائس النفوس ورعوناتها بالمجاهدة وبمصاحبة الصالحين ... وعملوا لذلك سندا كالاجازة والتزكية حتى لا يدعي هذا الأمر شخص متفعل فيضل الناس .. بل يسأل من أستاذك؟ ومن أذن لك بتربية الطالبين؟ فهو كالنظام الذي في السند ....

الفتى الراوي الرفاعي02 - 04 - 2005 03:59 AM و أيضا ما يحصل للمستغرقين أهل الفناء في الله من عثرات في الطريق .. هو بسبب اهمالهم للواسطة .. وذلك لأن الفناء مزلقة .. والتوسل برسول الله والدخول الى الحق من بابه والتأدب بآدابه .. يكفيهم هذه المؤنة .. فلا تتجاذبهم شدة المواجيد الى ميدان الشطح والهذيان ... فهذا يحصل مع سكرة الحال .. ولا مخرج منه الا بالتمكين والسكون الذي يكون مرافقا لروحانية سيد البشر صلى الله عليه وسلم .. (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ... لذا إعتاد المرشدون فيما بعد بتوجيه المريد الى التوجه الى المشايخ تارة والى الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الغفلة عن وساطتهم .. خوفا عليه من سلطان الاستغراق .. حتى غدا هذا التوجه منهجا لديهم وهو معنى الاستمداد الذي درج عليه المتأخرون من المشايخ .. كأنهم يلهونه بالتوجه هنا وهناك خوفا عليه من أسر التوله الذي قد يخرج به عن عادة الناس .. لأنه يصير يخرق بصره الى وجدانيات لم يبلغها من حوله فتفسد معيشته بينهم .. كما هو ملاحظ عند أغلب المستغرقين .. وهو أي الانشغال بالوسائط لم يكن شائعا على وقت سلف الأمة ولا سلف المتصوفيين .. بل كانت الدعوة الى الاستغراق في الذات الالهية هي التي يسعى اليها المرشدون والمسترشدون إبان رابعة العدوية و أقرانها .. ولما ظهرت محنة الحلاج .. صار الذي حصل له دافعا جعل المرشدين يسعون الىالسلوك بالمسترشد بحذر والترفق به لئلا يفاجأ بما لا يستطيع الخروج منه .. و الا فطريق الحق واضح .. العلم والعمل ... والتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ... و صحبة الصالحين .. والعناية بأقواله وأفعاله وأذكاره ودعواته ... أكثر من العناية بأحزاب المشايخ مع وجود الرخصة في الدعاء ... فلا يظن أحد أن يحصل له الخير في هذا الطريق بشيء خارج عن منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. ولكن النفوس درجت على اهمال الأشياء المعلومة للجميع والبحث عن الخصوصيات ... ومن ظن أنه بتتبعه لكل من تزيا بزي المتصوفيين هو مصيب للحق ... فعليه مراجعة نفسه ... وأيضا أن يخرج نفسه من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير