(و أما القياس على ملوك الدنيا فتقول لك ... هب أن رجلا وقف على باب القصر ونادى الملك باسمه والح في الطلب حتى أدخل عليه .. فلما وقف بين يديه جعل يلتفت الى أثاث قصره ... ولما سأله مطلبه طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه .. وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق فهو جاهل بآداب الملوك .. ومع هذا تقضى حاجته .. فهذا الملك وعد رعيته ألا يكون بعيدا عنهم بل قريبا منهم يقضي حاجاتهم ... وبعد أن فرغ من مسألته قال الملك لبعض حاشيته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي ... و رجل آخر توصل بأدبه الى حاجب الملك وتأدب بآدابه ... وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم ... ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه ... فلربما خاطبه فأحسن الخطاب ... فيدرجه الملك ضمن أهل مجالسته وخواص جنده ... ويقضى حاجته أبلغ من غيره .. )
والجواب ـ أن فيما قلته أمور ينبغي أن أنبهك وأنبه الإخوة إليها للضرورة:
1 - قولك بأن الرجل وقف على باب القصر ونادى الملك وألح .. فأحب أن اذكرك بأن الله يحب من عبده كثرة الدعاء سواء كان دعاء الطلب أو دعاء الثناء والملك الذي يحب أن يطلب منه الرعية ويحب أن يقوم على حوائجهم لا يمل ولا يكل فهذا أفضل بكثير.
2 - قولك (جعل يلتفت إلى أثاث قصره) والمؤمن عندما يدخل جنة الله سبحانه وتعالى ينظر إليها ويتلذذ بما عند الله من نعيم فيطلب ما يريد من ذلك فيلبى له فهذا أمر فطري عند الإنسان
3 - قولك (طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه) فأقول هداك الله لماذا لا تسميه طمعا بأن ينال من خيرات الملك ... وهل عيب أن يطمع الإنسان برحمة الله؟؟ ولا يخفاك نعيم الله في الآخرة هو من رحمته سبحانه .. من الاكل والشرب والنساء والراحة والبساتين و و و فهذا طمع محمود بما عند ملك الملوك ... وليس جشعا؟
4 - قولك (وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق) هذه خارج سياق موضوعنا .. فهي مما نحن متفقون على أنه لا يجوز وإقحامك عزيزي لذلك هو كلام لا طائل تحته لأنه لا يفيد مثالك فدعك من هذا فمن يسيء الأدب مع الله لايستحق رحمته فضلا عن ان يستجاب دعاءه. وكأنك تقول لي بأن الداعي قد يسب الله أو يقول قول فحش وهو يدعو؟؟ فما معنى هذا؟؟؟؟؟؟ وأنه قد يبصق في القبلة وهو متوجه بالدعاء إلى الله مثلا؟؟؟؟ أين أجد هذا؟؟؟ هذا اعتقد انه خارج حوارنا.
5 - وقولك (ومع هذا الملك وعد رعيته أن لا ..... ) فهذا هو الملك العادل ..
6 - قولك (قال الملك لبعض حاشته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي .. ) هذه تابعة لرابعا ...
7 - قولك (توصل بأدبه إلى حاجب الملك) ولكن لا يوجد في الدعاء حاجب بين الله وبين عبده؟؟؟ (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) والحاجب مهمته الإستئذان على الملك قبل دخول المستأذن على الملك .. فمثالك لا يصلح رعاك الله
8 - (وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم) وهذا تابع لرابعا لأنه كتب على أساسه .. ولكن .. الآداب في الدعاء علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثناء على الله والصلاة عليه في الدعاء والإلحاح في الدعاء والإكثار منه فالله يحب أن يسمع صوت عبده المؤمن إذا دعاه .. فآداب الدعاء علمنا إياها رسول الله كلها قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى .. فمثالك لا يصلح لموضوع النقاش .. هداني الله وإياك.
9 - (ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه) هذا لا يصلح فالتوسل قربة وليس تزكية فانتبه بارك الله فيك فالتزكية أمر آخر .. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى الله يعلم كل شيء .. فلا داع أن يزكي أحد أحدا عند الله فهو يعلم إن كان هذا الشخص على خير وعلى إيمان من دون أن يزكيه أحد ... هذه غريبة منك أخي الفتى الراوي الرفاعي ..
10 - قولك فهذا أفضل بكثير .. كلام خاطئ بما سبق .. والله أعلم
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:01 PM رابعا - قلت فتح الله بصيرتك
¥