تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أجاب عنه بعض الاعلام بأنَّ الحديث الأول مرسل، والثاني موقوف، وعلى فرض صحة الحديث المرفوع فليس فيه النهي عن الاكتناء بأبي عيسى، بل فيه بيان الأمر الواقع بأنَّ عيسى لا اب له، وإنَّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك له مزاحاً، كما قال لرجل استحمله:" انثى حاملك على ولد الناقة "0فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة00؟؟ 0فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تلد الإبل إلاَّ النوق0أخرجه الترمذي في باب المزاح، وأخرج أبضاً عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنَّك تدعبنا، قال: إنَّي لا أقول إلاَّ حقاً0وقوله تداعبنا: يعني: تمازحنا0

ويؤيد الجواز ما أخرجه أبو داود في كتاب الأدب في باب من يتكنى بأبي عيسى، من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه: أنَّ عمر بن الخطاب ضرب ابناً له تكنى أبا عيسى، وأنَّ المغيرة تكنى بأبي عيسى، فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله00؟؟ 0فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنَّا في جلجتنا، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك، وقوله: في جلجتنا، أي في عدد من أمثالنا لا ندري ما يصنع بنا0

وفي الإصابة للحافظ ابن حجر ذكر البغوي من طريق زيد بن اسلم أنَّ المغيرة بن شعبة استأذن على عمر، فقال: أبو عيسى، قال: من أبو عيسى00؟؟ 0قال: المغيرة بن شعبة، قال: هل لعيسى أب00؟؟ 0فشهد له بعض الصحابة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكنيه بها، فقال: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم غفر له، وإنَّا لا ندري ما يُفعل بنا، وكنَّاه أبو عبد الله "انتهى النقل من الإصابة

ثم يتابع المباركفوري كلامه قائلاً:" فأخبره المغيرة بن شعبة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي عيسى وشهد له بعض الصحابة، فأي دليل يكون أعظم من هذا للجواز00؟؟ 0و أمَّا عمر بن الخطاب لاضي الله عنه، ففهم الكراهة من قوله صلى الله عليه وسلم: إنَّ عيسى لا أب له0ولذا ضرب ابنه وأنكر على المغيرة بن شعبة بتكنيتهما به، وتأول تكني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي عيسى، وقال: ما كنَّاه به بل إنَّما دعاه به بعض الوقت، وهذا لا يستدل به على الحواز، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ربما فعل شيئاً وإن كان خلافه أولى، ويكون هذا في حقه مسلوب الكراهة، وهذا معنى: غفر له ما تقد من ذنبه وما تأخر0

ثُمَّ يختم كلاحمه رحمه الله بقوله:

" قلت: ليس في النهي عن التكني بأبي عيسى حديث مرفوع متصل صحيح صريح، فالظاهر هو على الجواز، وأمَّا أثر عمر رضي الله عنه فليس فيه حكم المرفوع كمت لا يخفى، والله أعلم0 "0انتهى كلام المباركفوري رحمه الله بطوله00والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات0

ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:46 ص]ـ

جزاكم الله خيراً على النقول المفيدة

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 11 - 08, 10:07 ص]ـ

جزاكم - جميعا - الله خيرا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير