تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحذر الحذر من غرائب الاستشهادات:]

ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[25 - 11 - 08, 11:38 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فشكر الله كل من ساهم ولو بكلمة في إظهار المحبة والاقتداء برسول الله صلى الله عيله وسلم، ونشر دينه وسنته، والنصرة له بذلك.

لكن ينبغي أن نكون حذرين من سلوك طرق غير شرعية لأجل المحاكاة أو المجاراة أو لمجرد الموافقة في مسألة نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

فمثلا قد يوافق أن أشجارا التفت بصورة يمكن أن تكون على اسم معين؛ فلا يصح أن نستشهد بذلك على صحة الدين وعدمه؛ فيأتي النصراني ويستشهد بصورة صلبان وجدت في بعض الأغصان فيستشهد بذلك على صحة دينه!!؟؟؟؟

وشتان بين الأمرين، ولكن ينبغي في الاستدلال أن نكون متبعين الطرق الصحيحة التي لا ترد عليها اللوازم الفاسدة.

ولا يصح أن يصور إنسان جبل أحد من علو فيقول إنه يظهر على شكل اسم (محمد) فإن ذلك لا يعني في نفسه دليلا؛ فقد يكون هناك سلسلة جبال لو صورت من علو تكون على شكل مربع يمكن تسميته بعد ذلك صليباً أو غير ذلك من الأشكال والأسماء.

المهم في الأمر أن الأدلة التي ينتصر للشرع بها نوعان:

1 - (نص): آية من كتاب ربنا، أوحديث من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه الإجماع.

2 - (القياس): برهان ساطع، وعقلي قاطع.

وما سوى ذلك فإنما هو من الظنون والأوهام، وقد تكون من الخيالات، والموافقات.

ولنتأمل: تولى في بعض الأزمنة أناس صالحون مقاليد الحكم، أو أمير صالح، ثم جاءت سنون عجاف؛ فهل يصح أن يستدل بذلك على فساد هؤلاء؟ أو فساد الأمير الصالح!!؟؟ وقد كان عام الرمادة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

فلنتبه إخواني أخواتي في الله إلى الاستدلال بمثل هذه الأمور، ولنحذر منها؛ فإن عواقبها وخيمة، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.

وليس هذا الأمر من الإعجاز العلمي في شيء البتة.

ومما لا ريب فيه أن الصلاة لا بد فيها من الإخلاص لله جل وعلا، والمتابعة فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما جمع صور الحركات واعتقاد أنها ترسم صورة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ فهذا أمر لا ينبغي الاستدلال به، ولا توجيه الناس إليه، خشية أن تقع في قلوبهم في الصلاة أنهم يرسمون بأفعالهم اسم (محمد) صلى الله عليه وسلم أو (أحمد)؛ فيأتي النصراني وغيره ويقول: صورة الإنسان على هيئة صليب: الكتفان مع الرأس مع أسفل البدن!!؟؟ ونحو ذلك من الاستدلالات العقيمة؛ كمن يقول: إن باطن الكف فيها علامتان أحدهما (18) والآخر (81) والمجوع (99) وهذا عدد أسماء الله تعالى!؟ وهذا باب لو فتح لما استطعنا إغلاقنا موافقا أو مخالفاً.

ولا يصح الاستدلال في ديننا على المسائل والأمور بحروف (ابا جاد: أبجد هوز .. ) فكيف بالأشكال والصور الهندسية ونحوها ... ، وكان ابن عباس يقول عن أناس يحسبون (أبا جاد) لا خلاق لهم، أي: يحسبون بحروف أباجاد عدد السنين والأسماء ونحو ذلك.

نعم قد يقول قائل: إن هذا من باب الاستئناس!؟ أقول نعم ولكن مجرد اللهف وراء الغرائب أمر غير مرغوب فيه في الشرع، وقد كان السلف يكرهون الغرائب، ويحذرون منها.

والله تعالى أعلم.

التوقيع

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

ـ[ابوالبراءاليمني]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:14 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الفائدة وما أكثر من أغتر بذلك من إخواننا المسلمين وتأخذهم العاطفة في ذلك

ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 07:26 م]ـ

جزاك اللهُ خيراً على التّنبيهِ

ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[25 - 11 - 08, 07:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً .. أحسنت!

ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 08:12 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنت أخونا الفاضل في طرحك لهذا الموضوع القيم

بارك الله فيك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 02:13 م]ـ

الشيخ الدكتور محمد بن هشام الطاهري متى ستصدر رسالة الدكتوراة وهل تستطيع توفير رسالة الماجستير والدكتوراة على صيغة وورد أو شاملة حتى نضعها في المكتبة الشاملة

ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[27 - 11 - 08, 10:58 ص]ـ

شكر الله لكم جميعاً مروركم، وبارك فيكم، ونفعنا بما نقول ونقرأ.

وأخي الكريم وكيع الكويتي فإن رسالة الدكتوراه: تقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله قد طبع -ولله الحمد- وسيصل إلى الأسواق قريباً، وهي من مطبوعات دار غراس.

وأما رسالة الماجستير: القرآن الكريم ومنزلته بين السلف ومخالفيهم؛ فهو مطبوع في الرياض من مطبوعات دار التوحيد.

ويمكن استئذان الدار لحمله، ولكم مني الشكر والتقدير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير