13ـ ((من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو قال شفيعا)).
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn52)) عن ابن عباس مرفوعا، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر.
هذا حديث موضوع على ابن جريج.
قال ابن عبد الهادي: "قد وقع تصحيف في متنه وإسناده، أما التصحيف في متنه فقوله: ((من زارني))، من الزيارة، وإنما هو ((من رآني في المنام كان كمن رآني في حياتي))، هكذا في كتاب العقيلي في نسخة ابن عساكر ((من رآني))، من الرؤيا، فعلى هذا يكون معناه صحيحاً لقوله r: (( من رآني في المنام فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل بي)).
وأما التصحيف في سنده فقوله: "سعيد بن محمد الحضرمي"، والصواب "شعيب بن محمد"، كما في رواية ابن عساكر.
فعلى كل حال فهذا الحديث ليس بثابت، سواء كان بلفظ الزيارة أو الرؤيا، لأن راويه فضالة بن سعيد ابن زميل المزني شيخ مجهول، لا يعرف له ذكر إلا في هذا الخبر الذي تفرد به، ولم يتابع عليه" ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn53)).
وقال الذهبي: "قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، حدثناه سعيد بن محمد الحضرمي، حدثنا فضالة، حدثنا محمد بن يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: ((من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي)).
وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن جريج" ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn54)).
14 ـ ((ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر)).
أخرجه ابن النجار في "تاريخ المدينة" عن أنس ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn55)).
وفيه سمعان بن المهدي:
قال الذهبي: سمعان بن المهدي عن أنس بن مالك حيوان لا يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها قبّح الله من وضعها ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn56)).
قال ابن حجر في "اللسان" ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn57)): وهذه النسخة من رواية محمد بن المقاتل الرازي، عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان، فذكر النسخة، وهي أكثر من ثلاث مائة حديث اهـ.
قلت: هذه أربعة عشر حديثاً يستدل بها القائلون على جواز شدّ الرحل إلى القبر، وهذا جملة ما احتج به من أجاز شدّ الرحل إلى زيارة القبر الشريف بمجرده.
فقد تبين لك أن جميع هذه الأخبار ليس فيها حديث صحيح، ولا حسن، بل كلها ضعيفة جداً، أو موضوعة لا أصل لها كما تقدم لك عن أئمة هذا الشأن مفصلاً، فلا تغتر بكثرة طرقها وتعددها، فكم من حديث له طرق أعاف هذه الطرق التي سردناها عليك، ومع ذلك فهو موضوع عند أهل الباب، لأن الكثرة لا تفيد إذا كان مدارها على الكذابين، أو المتهمين، أو المتروكين، أو المجهولين كما سمعت في هذه الأحاديث، فإنها لا تخلو من كذاب، أو متهم، أو متروك، أو مجهول لا يعرف أبداً، ومثل هذا لا يصلح للتقوية كما هو معلوم عند أهل هذا الفن، هذا إذا لم يكن من الصحيح ما يُبطلها، فكيف وهو موجود ومعلوم في الصحيح كما تقدم مِنْ منع شدّ الرحل إلى غير المساجد الثلاثة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn58)):
" لم يثبت عن النبي r حديث واحد في زيارة قبر مخصوص، ولا روى أحد في ذلك شيئاً لا أهل الصحيح ولا السنن ولا الأئمة المصنفون في المسند كالإمام أحمد وغيره، وإنما روى ذلك من جمع الموضوع وغيره، وأجل حديث روي في ذلك حديث رواه الدارقطني، وهو ضعيف باتفاق أهل العلم بالأحاديث المروية في زيارة قبره r كقوله: ((من زارني وزار أبي إبراهيم الخليل في عام واحد ضمنت له على الله الجنة))، و ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي))، و ((من لم يحج ولم يزرني فقد جفاني))، ونحو هذه الأحاديث مكذوبة موضوعة".
قلت: هذا هو الصواب الذي يجب أن يدان الله به، ومن كان عنده حديث صحيح في هذا الموضوع ـ أعني في جواز شدّ الرحل إلى قبر مخصوص ـ فعليه البيان.
¥