فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)
وروى الصحيحان عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: (لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا
وروى مسلم عن جابر قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه)
وخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وروى الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)
في رواية ولا صورة إلا طمستها وأخرجه أبو داود والترمذي
الإمام مالك وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده
• جزء يحيى بن صاعد من الظاهرية: قال مالك: كنت أمر بين السقفين فرأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهت أن أنظر إليه.
• البيان والتحصيل 17/ 101 قال مالك انهدم حائط بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه قبره، فخرج عمر بن عبد العزيز واجتمع رجالات قريش، فأمر عمر بن عبد العزيز فستر بثوب، فلما رأى ذلك عمر بن عبد العزيز من اجتماعهم أمر مزاحما أن يدخل يخرج ما كان فيه، فدخل فقم ما كان فيه من لبن أو طحين، وأصلح في القبر شيئا أصابه حين انهدم الحائط، ثم خرج وستر القبر ثم بنى .....
قال ابن أبي زيد في الجامع ص 171: وعمر بن عبد العزيز هو الذي جعل مؤخر القبر محددا بركن لئلا يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلى إليه، فعل ذلك حين انهدم جدار البيت فبناه على هذا، فصار للبيت خمسة أركان قال ابن رشد: إنما ستر عمر بن عبد العزيز القبر إكراما له وخشي لما رأى الناس قد اجتمعوا أن يدخلوا البيت، فيتزاحموا على القبر فيؤذوه بالوطء لتزاحمهم عليه رغبة في التبرك به، فأمر مزاحما مولاه بالانفراد بالدخول فيه، وقمه وأصلح ما انثلم منه بانهدام الحائط عليه، وإنما ستر القبر على الناس وبنى عليه بيتا صيانة له مخافة أن ينتقل ترابه ليستشفى به أو ليتخذ مسجدا يصلى فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
• البيان والتحصيل1/ 372، 18/ 94 وسئل مالك عن الرجل يدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بأي شيء يبدأ بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أم بركعتين؟ قال بل بركعتين وكل ذلك واسع قال ابن القاسم وأحب إلي أن يركع
• البيان والتحصيل 18/ 108 وسئل مالك عن السلام على النبي عليه السلام فقال إذا دخل وخرج وفيما بين ذلك يريد في الأيام
• البيان والتحصيل 18/ 118 قال مالك أكره أن يقال الزيارة لزيارة البيت، وأكره ما يقول الناس زرت البني عليه السلام، وأعظم ذلك أن يكون النبي عليه السلام يزار
• البيان والتحصيل 18/ 444 وسئل مالك عن المار بقبر البني صلى الله عليه وسلم أترى أن يسلم كلما مر به؟ قال نعم أرى ذلك عليه أن يسلم عليه إذا مر به، وقد أكثر الناس من ذلك، فأما إذا لم يمر به فلا أرى ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فقد أكثر الناس في هذا، فأما إذا مر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرى أن يسلم عليه، فأما إذا لم يمر عليه، فهو في سعة من ذلك، قال وسئل عن الغريب يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم فقال ما هذا من الأمر ولكن إذا أراد الخروج،،،،،، قال ابن رشد: المعنى في هذا أنه إنما يلزمه أن يسلم عليه كلما مر به، وليس عليه أن يمر به ليسلم عليه إلا للوداع عند الخروج ويكره له أن يكثر المرور به والسلام عليه الإتيان كل يوم إليه، لئلا يجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ...
¥