[الرد على من أجاز اشتقاق أسماء الله من صفاته وأفعاله]
ـ[حازم المصري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:13 م]ـ
أخرج ابن أبي حاتم في آداب الشافعي بإسناد صحيح عن الإمام الشافعي [1]:
عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: " لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه , وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روي عنه العدول , فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر , أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: يستفاد من النقل السابق عن الإمام الشافعي ما يلي:
1.حصر الإمام الشافعي علم أسماء الله وصفاته فيما ورد في القرآن وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة , وهو ما يتوافق مع القول بتوقيفية الأسماء , فلم يذكر الإمام الشافعي أي قول يشير إلى اشتقاق أسماء الله من أفعاله , بل ذكر أن أسماء الله هي التي جاءت في الكتاب وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أي أخبر بالأسماء لا الأفعال؛ لأن من يجيز الاشتقاق يقول بأننا نشتق الاسم من الفعل الوارد في القرآن والسنة , وبالتالي فلم يتكلم رسول الله بالاسم , بل أن ذلك يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بالفعل فقط.
2.عذر الإمام الشافعي من ردَّ أسماء الله قبل أن تقوم عليه الحجة , وعلل ذلك بأن علم أسماء الله لا يدرك بالعقل , ولا بالرؤية والفكر , وهذا يعارض القول باشتقاق أسماء الله من أفعاله؛ لأن الاشتقاق لا بد فيه من إعمال العقل في تحديد وجه الحسن في الفعل الذي سيشتق منه الاسم , ولا بد أيضا من إعمال العقل في تحديد صيغة المبالغة فيه.
فعلى سبيل المثال: فعل (صدق) لا بد من إعمال العقل والقياس اللغوي لكي نحكم أهو له معنى حسن , ثم نعمل العقل في تحديد صيغة المبالغة أسيكون الاسم (الصادق , أم الصدوق , أم الصديق)؟.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 06:47 م]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 8/ 387
ولما كان العباد يكملون بأفعالهم و يصلحون بها؛ إذ كانوا فى أول الخلق خلقوا ناقصين صح اثبات السبب إذ كمالهم و صلاحهم عن أفعالهم , والله سبحانه و تعالى فعله و صنعه عن كماله و جلاله فأفعاله عن أسمائه و صفاته و مشتقة منها كما قال سبحانه و تعالى " أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها من إسمى " , والعبد أسماؤه و صفاته عن أفعاله فيحدث له اسم العالم والكامل بعد حدوث العلم و الكمال فيه. انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: لو كان مذهب شيخ الإسلام هو القول باشتقاق الأسماء من الأفعال لذكره هنا؛ لأنه ذكر أسماء الخالق والمخلوق , وأفعال الخالق والمخلوق واشتقاق كل منهما , وصرح بأن الخالق تشتق أفعاله من أسمائه وصفاته ,فهذا السياق يفصح عن مذهب شيخ الإسلام في مسألة الاشتقاق , وهو أن أفعال الله مشتقة من أسمائه وصفاته الاشتقاق اللفظي أو المادي أي يشتق فعل (علم) من اسم الله (العليم) لا العكس , أما الاشتقاق المعنوي فأسماء الله مشتقة من أفعاله وصفاته أي الاشتقاق المعنوي للرد على من نفى أسماء الله وزعم أنها جامدة لا تقتضي صفة ولا فعلا.
أبو عبد الله هاني المصري
يتبع للنقاش بإذن الله
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[28 - 05 - 09, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيك