" كيف تُفحم كتابيًا؟ " (مناظرة سريعة لابن القيم مع أحد النصارى)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مناظرة لطيفة ذكرها ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " الصواعق المرسلة "، أنقلها للشبكة؛ ليستفيد منها الإخوة المتخصصون في محاورة النصارى - وفقهم الله ونفع بجهودهم -.
قال – رحمه الله –:
(وقريب من هذه المناظرة ما جرى لي مع بعض علماء أهل الكتاب؛ فإنه جمعني وإياه مجلس خلوة أفضى بيننا الكلام إلى أن جرى ذكر مسبة النصارى لرب العالمين مسبة ما سبه إياها أحدٌ من البشر.
فقلت له: وأنتم بإنكاركم نبوة محمد قد سببتم الرب تعالى أعظم مسبة.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: لأنكم تزعمون أن محمدًا ملكٌ ظالم ليس برسول صادق، وأنه خرج يستعرض الناس بسيفه فيستبيح أموالهم ونساءهم وذراريهم، ولا يقتصر على ذلك حتى يكذب على الله ويقول: الله أمرني بهذا وأباحه لي، ولم يأمره الله ولا أباح له ذلك، ويقول: أوحى إلي ولم يوحِ إليه شيء، وينسخ شرائع الأنبياء من عنده، ويُبطل منها ما يشاء، ويبقي منها ما يشاء، وينسب ذلك كله إلى الله، ويقتل أولياءه وأتباع رسله، ويسترق نساءهم وذرياتهم؛ فإما أن يكون الله سبحانه رائيًا لذلك كله عالمًا به مطلعا عليه أو لا؟
فإن قلتم: إن ذلك بغير علمه واطلاعه؛ نسبتموه إلى الجهل والغباوة، وذلك من أقبح السب.
وإن كان عالما به رائيًا له مشاهدًا لما يفعله، فإما أن يقدر على الأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا؟
فإن قلتم: إنه غير قادر على منعه والأخذ على يده؛ نسبتموه إلى العجز والضعف.
وإن قلتم: بل هو قادر على منعه ولم يفعل، نسبتموه إلى السفه والظلم والجور.
هذا؛ وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربه يجيب دعواته ويقضي حاجاته، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدعوه بدعوة إلا أجابها له، ولا يقوم له عدو إلا ظفر به، ولا تقوم له راية إلا نصرها، ولا لواء إلا رفعه، ولا من يناوئه ويعاديه إلا بتره ووضعه، فكان أمره من حين ظهر إلى أن توفي يزداد على الأيام والليالي ظهورًا وعلوًا ورفعة، وأمر مخالفيه لا يزداد إلا سفولا واضمحلالا، ومحبته في قلوب الخلق تزيد على مر الأوقات، وربه تعالى يؤيده بأنواع التأييد، ويرفع ذكره غاية الرفع، هذا وهو عندكم من أعظم أعدائه وأشدهم ضررًا على الناس، فأي قدح في رب العالمين وأي مسبة له وأي طعن فيه أعظم من ذلك؟!
فأخذ الكلام منه مأخذًا ظهر عليه فقال: حاش لله أن نقول فيه هذه المقالة، بل هو نبي صادق، كل من اتبعه فهو سعيد، وكل منصف منا يقر بذلك، ويقول أتباعه سعداء في الدارين.
قلت له: فما يمنعك من الظفر بهذه السعادة؟
فقال: وأتباع كل نبي من الأنبياء كذلك، فأتباع موسى أيضًا سعداء.
قلت له: فإذا أقررت أنه نبي صادق، فقد كفّر من لم يتبعه، واستباح دمه وماله، وحكم له بالنار؛ فإن صدقته في هذا وجب عليك اتباعه، وإن كذبته فيه لم يكن نبيًا، فكيف يكون أتباعه سعداء!
فلم يحر جوابًا، وقال: حدثنا في غير هذا!).
(مختصر الصواعق، 1/ 115 – 116).
****************
(إفحام النصارى)
مختصر ومهذب من رسالة القرافي: " الأجوبة الفاخرة "
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/11.zip
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد النعامي]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:30 ص]ـ
ممتازة
جزاك الله خيرا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 08, 03:19 ص]ـ
رائع جدا
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[12 - 12 - 08, 03:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[12 - 12 - 08, 10:56 ص]ـ
أي واللهِ أنّها صَواعِقٌ!
شَيخنا الحَبيب، سُلَيمانٌ الخَراشِيّ، نُحِبُّكَ في اللهِ وَأسألُ الله لَنا وَلَك الثَّباتَ حَتى نَلقى وَجهَهُ الكَريمِ
جَزاكَ اللهُ خَيرَ الجَزاءِ وَأوفاهُ.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 11:40 ص]ـ
فلم يحر جوابًا، وقال: حدثنا في غير هذا!.
الله أكبر .. الله أكبر
هكذا فليكونوا الدعاة إلى الله
لا بد أن يبهتوا الكافرين بالدلائل والبراهين
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 10:58 ص]ـ
الحمد لله وحده , ...
هذا؛ وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربه يجيب دعواته ويقضي حاجاته، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدعوه بدعوة إلا أجابها له، ولا يقوم له عدو إلا ظفر به، ولا تقوم له راية إلا نصرها، ولا لواء إلا رفعه، ولا من يناوئه ويعاديه إلا بتره ووضعه، فكان أمره من حين ظهر إلى أن توفي يزداد على الأيام والليالي ظهورًا وعلوًا ورفعة، وأمر مخالفيه لا يزداد إلا سفولا واضمحلالا، ومحبته في قلوب الخلق تزيد على مر الأوقات، وربه تعالى يؤيده بأنواع التأييد، ويرفع ذكره غاية الرفع، هذا وهو عندكم من أعظم أعدائه وأشدهم ضررًا على الناس، فأي قدح في رب العالمين وأي مسبة له وأي طعن فيه أعظم من ذلك؟!
جزاك الله خيراً
نعم الحجة فالذي علمناه أن من يدعي كل هذا و يكون كاذباً ينتقم الله منه في الدنيا و يفضحه بعد أن يكون فتنة للناس في أول أمره
كما هي قصص الملوك الظالمين
و كلن نبينا -صلى الله عليه و سلم- نصره الله من وقت ولادته حتى مماته و ختم له دعوته بأفضل خاتمة و لله الحمد.
¥