تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد]

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - 12 - 08, 10:29 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقريباً الكل أو كل من طلب العلم ودرس العقيدة السلفية الصحيحة على منهج السلف الصالح

عند العلماء السلفيين قد تعلم في صغره شروط كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ومنها شرط المحبة المنافي للبغض

لكن أنا ورد لدي إشكال لما اطلعت على حديث نبوي صحيح؛ فأرجو أن تبينوا لي المسألة

و الحديث رواه الإمام احمد وغيره، قال الإمام أحمد في مسنده (ج 24 / ص 164)

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا]

قال محدِّث العصر العلامة الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة - (ج 3 / ص 439): [1454 - " أسلم و إن كنت كارها ".

رواه أحمد (3/ 19 / 181) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " (1/ 98 / 1)

و الضياء في " المختارة " (100/ 1 - 2) من طرق عن حميد عن أنس أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أسلم قال: أجدني كارها. قال: فذكره.

قلت: و إسناده صحيح على شرط الشيخين، و هو عند أحمد ثلاثي.] اهـ

- ثم وجدت ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في شرحه لصحيح البخاري يقول (ج 1 / ص 28): [وهذا يدل على صحة الإسلام مع نفور القلب عنه وكراهته له]

وضحوا لي المسألة بارك الله فيكم.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 07:13 م]ـ

جواب الإشكال بارك الله فيك هو أن المحبة التي هي شرط في الشهادة هي المحبة الشرعية وهي شرط للنجاة عند الله في الآخرة لا لإجراء أحكام الإسلام الظاهرة في الدنيا، وليست المحبة الطبعية شرطا في صحة الشهادة

، وعليه فالكراهة نوعان شرعية وطبعية

فأما الكراهة الشرعية فإن زوالها بالمحبة الشرعية شرط لتنفع الشهادة صاحبها عند الله ولا يتوقف عليها الحكم بإسلامه في أحكام الدنيا، وذلك لأنها عمل قلبي، ولو توقف الحكم بالإسلام في الدنيا عليه لما استطعنا إجراء الأحكام على الظواهر، فمن أسلم كارها للإسلام كراهة شرعية حكمنا بإسلامه في الدنيا، لكنه إن مات على ذلك لم تنفعه الشهادة عند الله، ولكننا نقبل إسلامه في الدنيا رجاء أن يدخل الإيمان قلبه شيئا فشيئا مع مخالطته المسلمين وأدائه العبادات، فلا يموت إلا وقد دخلت محبة الإسلام قلبه.

وأما الكراهة الطبعية مع وجود المحبة الشرعية والانقياد لأمر الله مثل كراهة فريق من المؤمنين للقتال يوم بدر " وإن فريقا من المؤمنين لكارهون " فصاحبها مسلم في الدنيا والآخرة، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير