تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسئلة في بعض أحاديث الصفات]

ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:05 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله،

لدي بعض الأسئلة في بعض أحاديث الصفات (وغيرها فيما يتعلق بالصفات).

لكن، قبل ذلك، أريد أن أؤكد أنني سلفي أثري في هذا الباب، بفضل ربي فما كنت لأهتدي لو لا أن هداني الله.

وسبب الأسئلة أنني أريد أن ازداد بصيرة في هذا الباب (باب الإثبات).

وأرجو أن يجاوب علي من لديه اطلاع في هذا الباب.

أمر آخر، أنني أريد فهم هذه الأحاديث والآثار على فرض صحتها (إلا إذا سألت عن صحتها صمن الأسئلة)، فأعرف أن بعضها قد ضعفها بعض المحدثين، لكن الذي يزيدني بصيرة فهمها على مذهب السلف لو صحت.

1) حديث "نور السموات والأرض من نور وجهه" والذي هو تفسير للآية {الله نور السموت والأرض}، لقد قرأت ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "بيان تلبيس الجهمية" وكذلك ابن القيم في "مختصر الصواعق المرسلة"، وقد بين شيخ الإسلام وابن القيم أن الآية حجة على إثبات صفة النور لله جل في علاه، وأنه نور السموات والأرض حقيقة، لكن الذي لم أفهمه في كلامهم إخراج الضوء الذي نراه في السموات والأرض من معنى نور السموات والأرض المذكور في الآية، وقرأت كلامهم أكثر من مرة ولم أفهم كيف أخرجوه وتركوه على ظاهره والحقيقة، إضافة إلى ذلك أن عدم إخراجه من المعنى يعني أن هذا الضوؤ المخلوق هو من نور الله الذي هو موصوف به (طبعا، أنا أتكلم بصفتي جاهل أسأل، ولأدعي غير ذلك).

2) أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه "خلق الله الملائكة من نور الصدر والذراعين"، قال سمير المالكي حفظه الله في كتابه "بيان الوهم والإيهام":

قال سمير: أولا: الإسناد صحيح إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وتدليس هشام بن عروة مقبول لأنه من الطبقة الأولى، كما ذكر العلائي في جامع التحصيل [ص113] والحافظ ابن حجر في تعريف أهل التقديس [ص 46.]

ثانياً: متى يترك الشيخ عباراته الجارحة وألفاظه النابية في حق السلف؟

"دخول في الكيفية‍"! و "فكر برهمي"! و "ديانة البراهمة"!

ليت شعري ما الذي تركه من مقالات الجهمية الغلاة في حق السلف ومذهب السلف بعد هذا؟

ثم إلى من يتوجه هذا النقد؟ إلى الإمام عبد الله أم إلى الإمام أحمد أم إلى باقي رجال الإسناد، ومنهم الراوي الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؟!

فإن قيل إن روايتهم له لا تدل على قبوله واعتقاده.

فالجواب: هذا الاحتمال مع وروده، إلا أنه يبعد في مثل هذه المصنفات المفردة في تقرير عقيدة السلف والرد على مخالفيهم من المبتدعة، وعلى رأسهم الجهمية نفاة الصفات.

والأقرب منه أنهم رووه على جهة القبول له والاحتجاج به وقد صح الإسناد إلى قائله، كما رأيت.

وهذا الأثر رواه أبو الشيخ في العظمة [2/ 733] وابن مندة في الرد على الجهمية [ص 92] وقال الهيثمي في المجمع [8/ 134]: ((رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.))

ورواه البيهقي في الأسماء والصفات [2/ 77] من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص أي الخلق أعظم؟ قال: الملائكة. قال: من ماذا خلقت؟ قال: من نور الذراعين والصدر ... الخ.

قال البيهقي: ((هذا موقوف على عبد الله بن عمرو، راويه رجل غير مسمى، فهو منقطع، وقد بلغني أن ابن عيينة رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، فإن صح ذلك، فعبد الله بن عمرو قد كان ينظر في كتب الأوائل، فما لا يرفعه إلى النبي عليه السلام يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب، ثم لا ينكر أن يكون الصدر والذراعان من أسماء بعض مخلوقاته، وقد وجد في النجوم ما سمي ذراعين. وفي الحديث الثابت عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خلقت الملائكة من نور". هكذا مطلقاً)) اهـ.

قال سمير: وإسناد رواية البيهقي، لو صح، فإن في المتن فائدة، وهي أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذكر هذا الكلام في معرض الجواب لمن سأله، وهو عروة بن الزبير، وهذا يدل على اعتقاده وقبوله لذلك، كما يظهر.

وأما تعليل البيهقي للأثر، من حيث الإسناد، فهو يصدق على روايته، ولا يصدق على الإسناد الآخر الصحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير