[تخريج الرواية المنسوبة الى فاطمة ماذا على من شم تربة أحمد]
ـ[دمشقية]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:07 ص]ـ
نسب السمهودي هذه الرواية عن فاطمة إلى ما أسماه بالتحفة لابن عساكر من طريق طاهر بن يحيى الحسيني قال: ” حدثني أبي عن جدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: ” لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شم تربة أحمد ... “. (أنظر خلاصة الوفا1/ 153 و203).
ولم أجد كتابا لابن عساكر بهذا العنوان (التحفة). وأرجو أن لا يكون تحفة رافضية منحولة إليه. وأما السند فلم أجد مثله في شيء من كتب الحديث.
وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. أو أنه منقطع على الأقل.
بل وجدت ما ثبت بالسند الصحيح إلى أبناء فاطمة مما يناقضه.
فعن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: «ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم».
قال السخاوي «وهو حديث حسن» (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228التاريخ الكبير2/ 3 - 289 المصنف لعبد الرازق (6694) ومصنف ابن أبي شيبة2/ 375).
ووجدت في مسلم من فعل زوج فاطمة ما يناقض ذلك. فعن أبي الهياج الأسدي أن علياً رضي الله عنه قال له: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ أمرني أن لا أدَعَ قبراً مشرفاً (أي مرتفعاً) إلا سوّيته (بالأرض) ولا تمثالاً إلا طمستُه» (مسلم969).
وقد وجدت من يجيز الاستغاثة بأصحاب القبور يدافع عن رفعها والبناء عليها.
وهذا من تقدير الله أن يجعل مهمة علي رضي الله عنه هدم القبور المرتفعة لتكون حجة على من يبني القبور باسمهم ويجعلهم آلهة مع الله.
وقد نهى العلماء عن مس وتقبيل جدار القبور وأعلنوا أنه من عادة اليهود والنصارى وبمقتضى أقوال النبي الكثيرة التي نذكر منها ما رواه مسلم عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال في مرض موته: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً. قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجداً» (رواه البخاري1330).
قال الحافظ: «وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ علم أنه مرتحل من ذلك المرض، فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم» (فتح الباري1/ 532).
قال الحافظ: «وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبِعهم من بعدهم على ذلك» وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين. فلما مات منهم أحدٌ مثَّلوا صورته وتمسحوا بها. فيعبدوها بتدريج الشيطان لهم [فتح الباري8/ 688).
ولهذا قال الحافظ الذهبي عن الرواية «هذا مما ينسب إلى فاطمة ولم يصح عنها» (سير أعلام النبلاء2/ 134). وقال شيخ الأحناف الملا علي قاري «ومما ينسب إلى فاطمة» (مرقاة المفاتيح17/ 243). كذا قال ابن سيد الناس (عيون الأثر في سيرة خير البشر2/ 434).
وهذه إشارة واضحة منهم إلى أن هذه الرواية المتضمنة لهذين البيتين لم تثبت.
وأما الانقطاع فإن هناك انقطاعا بين محمد بن علي بن الحسين وبين جده الأكبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فإن والد جعفر بن محمد هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وبهذا تكون رواية محمد بن علي عن جده الأكبر علي بن أبي طالب مرسلة كما قال الحافظان: المزي في (تهذيب الكمال26/ 137). والترمذي في سننه: ”أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب“. هذا لو سلمنا جدلا بوجود هذا الإسناد.
فلا كتاب التحفة ثابت للحافظ ابن عساكر، ولا الإسناد موجود في شيء من كتب الحديث.
وهذا غاية في الإفلاس أن لا يجد القوم ما يثبتون به عقيدتهم المشابهة لما عند الرافضة إلا مثل هذه الروايات الباطلة ومن كتب لا يعثر لها على أثر.
والروافض يقفون من التراب والجدران موقف النصارى من المعادن والصلبان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:54 م]ـ
بارك الله فيكم
الكتاب اسمه إتحاف الزائر لأبي اليمن بن عساكر
وستجدون في المرفقات دراسة عن الكتاب بقلم الدكتور مصطفى عمار منلا
وأما الحديث فقد ذكره الصالحي في الهدى والرشاد
(وروى طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي وابن الجوزي في (الوفاء) عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - قال: لما رمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا تنبيهات
)
انتهى
وكتاب الوفا لابن الجوزي المطبوع منه محذوف الإسناد
إما النسخة المخطوطة
ففي مكتبة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101305
¥