وقد نقلت الكلام بطوله، لحاجتنا إليه بعد حين،و ليتمتع المتلقي بجمالية المناظرة والرد ... فالشيخ يقوض المذهب الأشعري ... لذلك شقي به" سعيد" ففضل ألا تقع عليه عينه!!
4 - علق سعيد على قول ابن تيمية زاعما أنه-أي ابن تيمية- استحسن قول الأشعري ليتهمه بالتناقض بعد ذلك ...
عن أي استحسان يتحدث فودة؟
هل قرأ كلام ابن تيمية؟ وهل فهمه بعد؟
ابن تيمية-يا أيها المحقق-هو هنا في مقام الفصل بين الأشعرية وخصومها .. فيعرض الحجج والحجج المضادة .. وقوله:
"قلت هذا كلام صحيح اذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله"
فهم فودة استحسان ابن تيمية لرد الأشعري لمجرد انه قرأ جملة "هذا كلام صحيح" وإن من له أدنى معرفة باللغة والنظر ليرى أن ابن تيمية يسفه الكلام المذكور عن الأشعري .. وينسبهم إلى العجز عن الرد بل الحيدة عن محل النزاع .. كأن فودة أغمض عينيه عن بقية الكلام:
هذا كلام صحيح اذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله" ...
هل قرأ فودة القيد الشرطي: اذا علم ... أم انه اكتفي باطلاق "هذا كلام صحيح؟
وهل قرأ الاستدراك: لكن المطالب .. الخ
وهل فهم الاستاذ أن أسلوب الاستدراك هنا طريقة مهذبة لتنبيه الاشعري على أنه حاد عن الجواب ..
هل تعلم أيها المحقق أن ابن تيمية هنا في صف خصومكم فكيف يستحسن حجة الأشعري والفقرة كلها مكتوبة تحت ترجمة:
"الرد على من قال لا دليل على صدق الأنبياء إلا المعجزات"
فاقرأ كتاب النبوات حقا بتحقيق الدكتور عبد العزير بن صالح الطويان .. إن كنت تريد عرض الكتاب ونقد مصنفه وانظر في الصفحة 238 جيدا بدل النسخ واللصق من الشاملة!!
5 - والعجب لا ينقضي من هذا العارض إذ يتهم ابن تيمية بالتناقض لأنه في زعمه استحسن قول الأشعري مع مخالفته في الوقت ذاته .. مع أن الموضع بالضبط هو لنقض مذهب الأشاعرة في النبوات وابن تيمية يحاججهم جدليا .. ليثبت تناقضهم فلا يرى فودة في الموضع إلا"تمحل ابن تيمية في الجدال" .. سبحان مقلب القلوب!!
نقول لسعيد:
أنتم تزعمون أنه لا دليل على النبوات إلا المعجزة ...
فألزمكم خصومكم -ومنهم ابن تيمية -أن يجري الله المعجزة على يد مدع للنبوة فيكون نبيا عند الاشاعرة وهو ليس كذلك في نفس الأمر ... ولا يستطيع أشاعرة العالم كله أن يدفعوا الإلزام ... وأنت تدري يا سعيد لماذا تعجزون .. لأنكم-لسوء طالعكم- أصلتم أصلين يأخذان بخناقكم اليوم في النبوات:
-الأول:نفي حكمة الله عز وجل ...
-الثاني: نفي التحسين والتقبيح العقلين ..
هذان الأصلان مانعانكم من الرد على خصومكم .. فإن قلتم يجب على الله ألا يجري خرق العادة على يد الكافر .. فهذا ما تنكرونه على خصومكم المعتزلة بشدة .. فقلتم لا يجب على الله شيء، فالله يفعل مايشاء لا لحكمة!!
ثم إن استنكاركم إجراء المعجزة عل يد الكافر .. يعلن إفلاس مذهبكم في نفي التحسين العقلي ... فلم لا تكون معجزة الكافر شيء حسن لأن الله شاءها ... ولمَ يجب على الله في هذه الحالة بعينها ألا يخرق العادة للفاجر .. ؟
ألأن ذلك قبيح أم لأن ذلك يعارض الحكمة من النبوات؟
ليس لكم خيار فأنتم أصلتم ما يعارض الاثنين ... فانفكاك الاشاعرة غير ممكن إلى يوم الدين ... والصواب هو" سياسة النعامة "واتهام ابن تيمية بالتمحل في الجدال ..
على كل حال الاعتراض قائم على الاشاعرة سواء أوجد ابن تيمية أم لم يوجد ... ولا ينجيكم المسح في ابن تيمية!!
ونحن منتظرون منك ومن غيرك الرد على الإلزام ...
ـ[أبوصخر]ــــــــ[12 - 12 - 08, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا عبد المعز على ما تفضلتم به على عجالة منكم
و حقيقة أني قرأت جزءاً من رد المدعو سعيد فودة -أصلحه الله- فلم أستسغ إكماله لما فيه من التكلّف الواضح و التحامل الفاضح على شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-
.. و أما حُسن ظنكم بهذا المغرور فأنا أخالفكم فيه -تجوّزا و لست أهلا لمخالفتكم - عندما قلتم: [ذيل مقاله بأنه كتبه في مجلس واحد .. ولست أدري أهو من قبيل الاعتذار أم من جنس الافتخار؟
وأحب له أن يختار الأول فهو الأقرب إلى المقام لأن مقاله تضمن على قصره تطاولا،وعلى قلة ما فيه كثرة من الزيف. ثم فلتعلمن أن ابن تيمية أكبر من أن يصفى حسابه في مجلس واحد!!!] ..
فالمطلع على كتابات سعيد فودة و شروحاته يتبيّن له -بما لا يدع مجالا للشك و الريبة- في أنه كثير الثناء على نفسه متبجّح بها و بما يقدّمه لمن يسمّيهم بطلبة علم، و لذلك ترى هذه السقطات المضحكة المبكية و العثرات الفاحشة المردية في كتاباته و ردوده .. و الله المستعان
و ما ضر شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- نبح الكلاب ..
وفقكم الله لكل خير شيخنا الفاضل أبا عبد المعز .. و زادكم شرفا و علما ..
شكر الله لكم ذبّكم عن إمام المسلمين شيخ الاسلام ابن تيمية و دمتم موفّقين ..
¥