تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الطريق من أعظم طرق الباطل وأخطرها ولذا نجد كثيراً من المستشرقين ومن أعداء الإسلام من الشرق والغرب يسعون في إدراج هذه الشبه وإظهارها للناس، ويدلكم على خطر التعرض للمتشابه ما صنعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع الحارث المحاسبي ـ والحارث المحاسبي عالم من علماء الأمة ـ لكن كانت طريقته أنه يأتي بتلك المتشابهات أو تلك الشبه التي يلقيها أهل الباطل فيعرضها في المجالس العامة بين الناس ويأخذ في الرد عليها، ففعل هذا الرجل مع أنه طيب وخير وكان قصده حسناً في الدين إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه فعله هذا، لماذا أنكر هذا الفعل عليه؟، لأن حكاية الشبهات في المجتمعات العامة لها أضرار، ومن أعظم أضرارها أن يكون عرض الشبهة قوياً حسناً جميلاً ويكون الجواب عليها ضعيفاً متهافتاً أو غير مفهوم، وقد برد عليها برد قوي في بعض الأحيان لكن الموجودين بين يدي ذلك الرجل العالم ليسوا على المستوى الذي يستطيعون به أن يفهموا معنى تلك الردود، والذي يحصل أن الشبهة تستقر في النفوس وهذه الردود لا تنفع وتذهب فيكون هذا الرجل قد ساعد أهل الباطل في نشر تلك الشبهات بين المسلمين، ومعتمد الشبهات في الأصل هو على المتشابه نفسه، ومن الأمثلة على هذا شبهة بعض الناس في قطع اليد عندما قال بعضهم لو أن إنسان قطع يد إنسان خطأً قلنا ادفع نصف الدية، فإذا كانت الدية مائة ألف نقول ادفع خمسين ألف، لكنها عندما تسرق نقطعها في ربع دينار، فجاء بعض أهل الباطل فقال ما لليد التي قيمتها كذا وكذا تقطعونها في ربع دينار، لماذا لا تقطعونها في خمسين ألف، فهذه شبهة تورد من أجل إبطال حد السرقة.

فرد عليهم بعض العلماء فقالوا إن هذه اليد لما كانت عزيزة كريمة كانت غالية لكن لما صارت دنيئة صارت لا قيمة لها فلذلك لو قطعت بسبب وقوع جرم عليها قلنا ادفع نصف دية ولو سرقت هانت فصارت لا تساوي أكثر من ربع دينار.

فالحق في الأولى أعلاها والباطل في الثانية أدناها وأرخصها، فتجد أهل الباطل يقبلون مثل هذه الشبهات قصداً لصرف المسلمين عن دينهم ولتشكيكهم فيما هم عليه من الحق المنزل من عند الله.

2) أيضاً من طرق أهل الباطل نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس.

والمقصود بالأحاديث الموضوعة هي الأحاديث المكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، ينشرونها بين الناس لأنها تحمل معاني باطلة فاسدة.

وهم يعرفون أن المسلمين يحبون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحبون التعرف عليها فيضعون بعض الأحاديث وينسبونها للرسول صلى الله عليه وسلم فإذا سمعها عوام المسلمين قالوا هذا قاله الرسول إذاً هذا حق وهو في الحقيقة والواقع أمر مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم لا أصل له وهم لا يكذبون على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، بل يوردون بعض الأكاذيب على علماء المسلمين الذين هم قدوة للأمة من أجل أن ينشروا ذلك الباطل فينسبون بعض الباطل إلى بعض علماء الأمة المقتدى بهم من أجل أن ينتشر الباطل ويظهر بين الناس.

3) أيضاً من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم الرؤى والأحلام يأتي الرجل ثم يقول أما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم البارحة مثلاً وهو يقول لكم افعلوا كذا وكذا مما هو باطل، فإن أراد أن يوقعك في الشرك قال: قال: الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نذبح لغير الله، وقص له قصة من القصص.

وأظن أنه لا يخفى عليكم شيء من هذا لأنه في هذه الأزمان خاصة وفي أيام الحج تقريباً يفاجئ المسلمون بأوراق كثيرة كلها رؤى مثل فلانة مريضة ورأت الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لها افعلي كذا وافعلي كذا واعملي كذا ويقول لي اكتبيها أربعين مرة والذي لا يكتبها يصيبه من الأذى كذا ويصيبه من المرض كذا أو يحصل له كذا وكذا، هذه طريقة من طرق أهل الباطل (وأعظم فتنة قريبة صارت عندنا هنا في المملكة هي بسبب الرؤيا) ففتنة الحرم المشهورة التي سمعتم عنها كانت بسبب رؤيا رأها خمسون رجل وشيطان جاءهم في النوم وقال يا فلان أنت المهدي ويا فلان ذاك المهدي وفلان هو المهدي، فاقتنعوا بالفكرة بمجرد رؤيا من أن الرؤيا لو أن الرسول أمرنا حتى بفتوى في الرؤيا لما كان لها حكم شرعي عندنا فالحكم الشرعي في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والرؤيا لوحدها ليست تشريعاً فلم أن عالماً من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير