تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5) هذا والناس دوماً من المسلمين وهم يرون الباطل ينتشر والمنكرات تنتشر يتطلعون إلى يوم الخلاص من المنكر، يتطلعون إلى أن يكون الناس كأنهم في زمن الصحابة رضوان الله عليهم في نقائهم وفي صفائهم وفي استقامتهم فيأتي من يستغل هذا الجانب من العاطفة فيقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد جعل لنا منقذاً للبشرية في آخر الزمان وهو مجدد لهذه الأمة دينها وهو يحكم بما حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقوم بما قام به ما هو اسمه؟ اسمه المهدي، فيأتي إنسان ويتقمص هذه الشخصية ومن هنا وجد ما يسمى بالمهدوية من قديم الزمان وخرج في حياة المسلمين في أماكن متعددة من ادعى أنه المهدي المنتظر فارتبطت به قلوب بعض العامة رغبة منهم في تجديد أمر الدين والقيام به بلا بصيرة ولا برهان. وكان نتيجة هذا أنه ابتدع لهم بعض العقائد وبعض الأفكار وبعض الأعمال وخرجوا عن اجماع عموم المسلمين وعن عقائد عموم أهل السنة والجماعة. هذه أيضاً طريقة من طرق أهل الباطل تعتبر قديمة وحديثة، ولم يزل في كثير من أصقاع العالم الإسلامي من يخرج بمثل هذه الشخصية من أجل أن يربط قلوب المسلمين به ويتوصل عن هذا الطريق الباطل، ونحن هنا لسنا في معرض تقرير أن المهدي لابد أن يكون لكن المقصود أن هذه الفكرة أيضاً استغلها أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس.

6) أيضاً من طرق نشر أهل الباطل لباطلهم الاستدلال بالكثرة الضالة على تبرير الباطل وإعطائه الأرضية الخصبة أو الأحقية في الوجود وهذا ما يسمى في هذا الزمن في الصحافة بتحصيل الرأي العام , يقوم إنسان على الدعوة إلى مبادئ يحصل فيها الرأي العام للناس بحيث إذا حصل الرأي العام للناس تكون له كلمة فيكون ما هو عليه من الباطل معترفا ً به في البلد الذي يكون فيه وله من خلاله حق الكلام وحق الدعوة وحق كذا وكذا، هذا أيضاً جانب من الجوانب وربنا سبحانه وتعالى يقول: ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)((وقليل من عبادي الشكور)) فإن الكثير من الناس في الغالب يكونون وراء النواعق، وراء هذه الأشياء، وراء هذه الأفكار فتجد مثلاً من يهيء النفوس لما يسمى بالديموقراطية ويحاول أن يحصل لها رأياً عاماً عند الناس، والناس وهو لا يفهمون معنى الديموقراطية يظنون أن معنى الديموقراطية العدالة لا أكثر ولا أقل، هذا رأي يفهمونه لكنهم ما علموا أن معنى الديموقراطية أن حكم الله يزال من الأرض ويحكم الناس أنفسهم بأنفسهم هذا معنى الديموقراطية، معنى الديموقراطية أن تحكم الشعب بالشعب لا بدين الله ولا بشرع الله بل أهواء الناس هي المحكمة. لكن الناس عندما يسمعون كلمة الديموقراطية يظنون أنها العدالة، يظنون أنها المساواة وحرية في إبداء الرأي، لا ليس هذا هو المقصود في كلمة يبهرجون بها على الناس ولكن حقيقتها الكفر والإلحاد، يحاولون يهيئون لها رأياً عاماً، أرضية عامة حتى تنتشر بين الناس أكثر، يزينونها بينهم فعندئذ يقولون للناس أن هذا هو الحق ولولا أنه الحق لما كان أكثر الناس عليه فيحاولون أن يقنعوا الناس بأن الأكثرية هي دليل الحق. لكننا نقول أن الحق دليله كتاب اله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هذا الجانب بقوله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليه بالنواجذ) فأمرنا أن نتمسك بها لأنه من المتصور أن يأتي رجل ما يدعو الناس لما عليه الناس ولو كان باطلاً، يقول الباطل ما دام الناس عليه إذا هو أحق بالبقاء وهذه دعوة موجودة الآن يدعو إليها كثير من الناس يقولون مادام الشيء شائع بين

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

11 رواه أبو داود وقال هذا حديث حسن صحيح وقد صححه الضياء المقدسي، نقله الشيخ الألباني في تخريجه لمشكاة المصابيح 1/ 58، انظر تخريجه بتوسع الابانة عن شريعة الفرقة الناجية 1/ 1305 دار الراية للنشر.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:04 م]ـ

الناس فهذا هو الحق، ونتيجة لارتباط هذه الناحية في نفوس كثير من المسلمين تجدهم يحاربون أهل الخير والفضل إذ رأوهم على سنة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام استنكروا عليهم، لماذا يستنكرونها؟ لأن الناس لا يعلمون بها، فإذا رأوا إنساناً شاباً وضع ثوبه إلى نصف الساق أو قصر ثوبه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم أقاموا الدنيا وأقعدوها مع وجود من يترك الصلاة فيهم ويقول هذه ناحية شخصية، سبحان الله، ترك الصلاة ناحية شخصية وهذا يقصر ثوبه ما أضر بأحد تقولون هذا ليس ناحية شخصية ما لك حق تقصر ثوبك، يا أخي هو ثوبه وليس ثوبك، هل اشتراه من جيبك؟ وهذه الناحية ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في خصال أهل الجاهلية أن حكمهم وأحكامهم دوماً تبعاً للأكثرية لا تبعاً لما يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس المقصود أن الأكثرية 100 % تكون على الباطل بل تكون الأكثرية في بعض الأحيان على الحق، فزمن الرسول صلى الله عليه وسلم الأكثرية كانت على الحق وجماعة المسلمين في العموم هي على الحق من حيث الجملة ولذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة

ــــــــــــــــــــــــــ

12 انظر مجموعة التوحيد ص 45 المسألة الخامسة طبعة المكتب الإسلامي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير