تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأيام فصار سكراً قال: لا .. إذاً ما دراك أنه في فمه سكر. إذاً يستعملون جانب خوارق العادات وهو شكل من أشكال السحر ولذلك ففي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان هذا من الأمور السائدة وما زال موجوداً في هذا القرن والناس يؤمنون بمثل هذه الخرافات أعظم مما يؤمنون بها في ذلك الوقت، جاء رجل وقال: أنا أدخل في النار ولا أحترق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا بأس تريد أن تدخل قال: نعم، قال: هاتوا الماء، وبعدها نغسله ادخل، قال: لا أدخل إلا وأنا على حالي. فانكشف الرجل وكان من شيوخ الطريقة الصوفية البطائحية (الأحمدية). هذا الرجل ظاهرة الصلاح بين الناس وهو كذاب دجال يظهر بين الناس بعض خوارق العادات التي يفعلها من أجل أن يلفت نظر الناس فيقولون هذا الرجل صالح وتخرج عليه بعض علامات الصالحين وهو الخارق عن العادة ثم بعد ذلك يبدأ ينشأ له طريقة ويقول للناس افعلوا الذكر الفلاني صلوا الصلاة الفلانية فتنتشر الخرافة بين الناس عن طريق خروج الخارق. وبمناسبة هذا فإن الخارق للعادة ليس م خصائص الصالحين بل أن الدجال الأكبر الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المسيح الدجال تخرج على يديه أمور خارقة للعادة يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويأمر الأرض فتتبعه خزائن الأرض كلها ومع ذلك اسمه المسيح الدجال والرسول عليه الصلاة والسلام كان يبن صفاته لأمته ويقول لهم إن خرج في عهدي فأنا أكفيكم إياه وإن خرج من بعدي فهذه صفاته، وكان يحرص على تعليمهم. ومن الغريب أن ذكر صفات الدجال بدأ يغرب عن كثير من الناس وهذه ارهاصات بين يدي خروجه، كثرة الخرافات بين الناس، نسيان ذكر صفاته بين الناس، هذه من الارهاصات الدالة على قرب خروجه، وأولى الناس بإتباع مثل هذا الرجل هؤلاء الناس الذين تنطلي عليهم مثل هذه الأمور.

9) أيضاً من أسباب نشر الخرافة بين الناس تسميتها ببعض الأسماء التي تحببها بين الناس. كأن يسمى الطواف عند القبور حب الصالحين، ويسمى دعاء غير الله سبحانه وتعالى معرفة بقدر أهل الفضل، ويسمى ما يخالف الإسلام تقدما وما إلى ذلك , لأنهم إذا حسنوا الباطل للناس وذكروا له من الأسماء ما يجمله ويحسنه كان ذلك مما يجعل الناس يتبعون الباطل ويأخذونه عل علاته غير باحثين عن مفاسده وأضراره وغير عارفين ببطلانه.

10) ومن أعظم الأمور وهو منتشر بين الناس السحر، والسحر من أعظم الأمور التي تروج للخرافة وتظهرها ولا يلزم الساحر أن يقول أنا ساحر لأنه في مجتمع المسلمين لو قال أنا ساحر لقتلوه (حد الساحر ضربة بالسيف) لكن هو لا يقول أنا ساحر بل يعمل السحر ويفعله بدافع الخدمة أنا أخدمكم لله وإذا ما وجد شيء من الأثر سيحل السحر قال: ائتوني بالذي فيه سحر اشفيه من السحر فنجد الناس طابر على باب الساحر وهو يزيل السحر بسحر مثله بالشرك بالله بالإتصال بشياطين الجن وما إلى ذلك وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى كاهناً أو ساحراً (في رواية أو عرافاً) فصدقه فيما يقول فقد برأت منه ذمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي رواية: فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:06 م]ـ

11) الكهانة. وهي دعوى علم الغيب، يأتي الإنسان عند هذا ما اسمك؟ ما اسم أمك؟ اسمه فلان. ما اسم أبوك؟ اسمه فلان، أنت كذا ويصيبك كذا وكذا يهول الأمور عليه وهذه هي الكهانة بعينها، والكهانة طريق من طرق أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس. فيقول لهم سيحصل كذا وكذا بطبيعتهم يكرهون المكروه ويحبون الاستعداد له فيستغلون هذه الطبيعة التي في الناس طبيعة توقع المكروه وحصوله وحب التخلص منه فينتشر أمره فيقصده الناس. ما الذي سيحصل غداً؟ وفي بعض الأحيان ينشرونه في الجرائد وفي الكتاب أنت في أي برج ولدت؟ في البرج الفلاني. أنت مزاجك يكون سوداوي والثاني مزاحه غضوب وذاك مولود في البرج الفلاني نكد على أهله وهكذا ... ويبدأ الناس يتشاءمون من أولادهم ومن أنفسهم ومن الملبس الأسود فينتشر بذلك نوع من الخرافة والاعتقادات في نفوس الناس. ويدخل في هذا المسمى أيضاً التنجيم وهو دعوى العلم بالنجوم وتأثيرها في كثير من الحوادث الأرضية وكون هناك علاقة بين الحوادث الأرضية وبين الحوادث الفلكية بين موت فلان وخروج المذنب الفلاني، بين علو العرش الفلاني وبين كذا وكذا فيبدؤون عن طريق هذا التنجيم وعن طريق دعوى العلم بما تدل عليه حركات النجوم ويكذبون على الناس بلوح حسابات صورية ويقول أنا رجل أحسب أنا ما أدعي الغيب ولكن عندي حساب انظر انظر هذه الورقة هنا 5 وهنا 6 وهنا 20 مجرد حساب هذا العلم، ويصدقه الناس ثم بعد ذلك عن هذا الطريق يبدأ ينشر في الناس أنواعاً من الخرافات وأشكالاً منها.

12) ومنها الطيرة. يستعمل أهل الباطل الطيرة في ترويج الخرافة بين الناس، والطيرة معناها التشاؤم بالأصوات التشاؤم بالألوان التشاؤم بالأشخاص والدواب، كل هذا يقال له الطيرة فمن تشاءم بشيء من أصوات الناس أو من ألوانهم أو غير ذلك. فهذا طريق من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم، يقولون هناك شؤم في كذا وكذا حتى ينتشر بين الناس فيبدأ الناس يتشاءمون من رؤية الظلام ومن رؤية النور ومن رؤية الأعور ومن رؤية الأعمى ومن رؤية كذا وكذا وهكذا تنتشر أنواع من الخرافات بسبب الطيرة.

وطرق الباطل كثيرة ليست بمحصورة وما ذكر هنا هو بعض طرق الباطل، وأرجو أن يكون ما ذكر فيه نفع وفائدة لنا ولكم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا وأن يرزقنا علماً نافعاً وأن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إعداد

دكتور / إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير