تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدليل السادس: قال أبي ذَرٍّ:" تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ في الْهَوَاءِ إِلا وهو يُذَكِّرُنَا منه عِلْمًا".

الدليل السابع: قال ابن مسعود:" اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".

الدليل الثامن: ما قاله أبو موسى الأشعري لعبد الله بن مسعود: يا أبا عبد الرحمن أني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أرَ والحمد لله إلا خيراً

قال فما هو؟

قال: إن عشت فستراه

قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة فيقول سبحوا مائة فيسبحون مائة

قال: فماذا قلت لهم؟

قال: ما قلت لهم شيئاً انتظارك رأيك أو انتظار أمرك

قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء!!!

ثم مضى ومضينا معه حتى أني حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟!

قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد

قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء

ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء أصحابة متوافرون وهذه ثيابه لم قبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة

قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير

قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم

فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة اولئك يطاعنونا يوم النهر وان مع الخوارج".

فتأمل: كيف كان أول أمرهم اجتماع في مسجد على التسبيح والتهليل والتكبير لكنه محدث لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام

فانتهى أمرهم إلى حال عظيم

يقاتلون الصحابة ويكفرونهم

قال البربهاري:" احذر صغار المحدثات من الأمور

فإن صغير البدع يعود حتى يصير كباراً

وكذلك كل بدعة في هذه الأمة

كان أولها صغيراً يشبه الحق

فاغتر بذلك من دخل فيها

ثم لم يستطع الخروج منها

فعظمت فصارت ديناً يدان بها" انتهى

وتأمل: جوابهم:" ما أردنا إلا الخير"

يعني مقصودنا حصول الأجر والثواب ونفع الناس وهدايتهم

وتأمل جواب ابن مسعود لهم:" وكم من مريد للخير لن يصيبه ".

أي أن الخير محصور فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام

الدليل التاسع: ما جاء عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال: يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا ولكن يعذبك على خلاف السنة ".

قال الإمام العلامة السلفي محمد ناصر الدين الألباني:" هذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك".

والله اسأل أن يجعلنا من أهل السنة المتمسكين والعاملين بها، ومن الذابين عنها.

وأن يجنبنا البدع والفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

*نقل من موقع مكتبة المسجد النبيوي الشريف.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير