ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 12 - 08, 08:30 م]ـ
3 - ابن فورك:" فلم يجب بجواب شاف"!
قال "ابن فورك" يحكي كيف اهتدى إلى علم الكلام:
(كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصبهان أختلف إلى فقيه، فسمعت أن الحجر يمين الله في الأرض،فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يجب بجواب شاف، فأرشدت إلى فلان من المتكلمين،فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت:لا بد من معرفة هذا العلم، فاشتغلت به)
مشكل الحديث وبيانه. انظر الحكاية في مقدمة المحقق موسى محمد علي. ص: 21.عالم الكتب.
كأن ابن فورك يتحدث هنا بلسان جميع المتكلمين، فالحاجة ماسة إلى منهج مستحدث لأن المنهج المتوفر عاجز عن تفسير الدين أو جزء منه ..
إن الراوي يقابل بين الفقيه والمتكلم فالأول "لم يجب بجواب شاف" والثاني "أجاب بجواب شاف" .. ولا شك أن ابن فورك يقابل هنا بين منهجين وليس بين شخصين ... فكان من الممكن،مثلا، أن يسأل فقيها آخر ولكن قصده التحول في المنهج،وإضفاء شرعية على المنهج المتحول إليه، وليس مجرد البحث في مسألة "يمين الله في الأرض "
فالحكاية في ظاهرها هينة لينة- كما يوهم أسلوب سرد القصة- ولكن لو سبرنا حمولتها لوجدنا المسألة أخطر بكثير من محض استفتاء شخصين في حديث نبوي .. كلا!
فالأمر متعلق بصراع منهجين:منهج أصيل ومنهج مستنبت ...
صحيح إن الصراع قدر كوني لا مفر منه ولكن يلاحظ أن إدارة الصراع من قبل المتكلمين ضد أهل الحديث كان مشوبا بقدر غير قليل من التعالي والاستصغار .. فتراهم يتخذون مع خصومهم أساليب:
- من نوع التجهيل-كما في واقعة ابن فورك-
- ومن نوع النبز بالألقاب والنعوت (حشوية مجسمة تيوس نابتة .. )
- من نوع التشنيع بتعميم خطأ الواحد منهم على عامتهم ..
- من نوع الكذب عليهم ... كما تقرأ في كتبهم مثلا عندما يعرضون مسألة "كلام الله" فيمرون سريعا على مذهب الحنابلة وكأنه لا يستحق أن ينظر فيه زاعمين أن مذهبهم في الكلام ساقط في العقل وأنهم مكابرون إذ يثبتون قدم الحروف والورق والكاغط .. !! ومن ثم لا يستحقون أن يناظروا ..
بل وصل الأمر عند أبي حامد الغزالي إلى السكوت الكلي عنهم فتراه في استقرائه-المزعوم- لنظريات المعرفة يرى الحق لن يعدو من سماهم قال في منقذه:
"ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
1 - المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر.
2 - الباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
3 - الفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
4 - الصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة فقلت في نفسي: الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع، ... انتهى.
نعم لقد شذ الحق عنهم جميعا .. وهو موجود عند من لم يسمهم أصلا!!
ومن ثم ستكون نتيجة بحث الغزالي خاطئة على جميع التقديرات .. لأنه إما أن يتوغل في السفسطة التي اعترته،وإما أن ينسب الحقيقة لفرقة مبطلة!!
للحديث صلة ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 08, 10:54 م]ـ
فخم كالعادة ...
ويجب انتظار الصلة.
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
دمت موفقا شيخنا الفاضل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 04:59 ص]ـ
بارك الله فيكم، متابع لفرائدكم ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:31 ص]ـ
4 - الإرهاب المادي و العنف الرمزي
استبدت الأشعرية باسم" أهل السنة والجماعة"-لأسباب سنورد بعضها بعد حين-ثم سعت إلى فرض إرهاب فكري ممنهج ومحكم تحت ذريعة الاسم:
هل يجرؤ مؤمن على مخالفة "أهل السنة والجماعة"؟
هذه هي التعويذة المعتمدة لتثبيت سلطان الأشعرية في الإسلام إلى يوم القيامة!
فإن أي اعتراض على الأشعرية أو خروج عن أصولهم لن يحسب – بعد تسميتهم تلك - على حرية التفكير وممارسة الاجتهاد بل هو مشاقة للسنة ومروق من الجماعة ....
¥