- قامت الشيوعية في روسيا وامتدَّ نفوذها إلى عدد كبير من البلدان الإسلامية التي أُدخلت بالقوة والحديد ضمن الحكم الشيوعي؛ كما هو معلوم.
- الصراع بين الشرق والغرب تحت مسمى: الصراع بين الشيوعية والرأسمالية، وكل منهما ماديّ عَلْماني ملحد، وقد استمرت الحرب الباردة عشرات السنين وكادت أن تتحول إلى حرب حقيقية بينهما في عدة مناسبات؛ منها: أزمة خليج الخنازير المعروفة.
- وبوادر الصرع مع الصين قائمة اليوم والله أعلم بما ستؤول إليه.
ومع هذا كله تجد نظرية صدام الحضارات تحولت إلى نظرية أيديولوجية ضد الإسلام؛ والإسلام فقط.
4 - أخيراً: لا شك أن نظرية صدام الحضارات تؤجج الصراع، وقد قُصِد منها ذلك، واستُخدمت لهذا الغرض، فحالت دون نوع من المقاربة للعالم الإسلامي مع الغرب والتي قد يسعى إليها فئام من الطرفين؛ من المسلمين، ومن الغرب المنصفين الذين قد لا يحملون عداءً محدداً للمسلمين.
أما رأيي في هذه المقاربة وإن وصفت بأنها مقاربة سليمة؛ إلا أنها صعبة المنال في ظل قوة الغرب وجبروته وغطرسته وسياسة الإخضاع لعولمته:
أ - العسكرية.
ب - السياسية.
ج - الاقتصادية.
د - التقنية.
هـ - الفكرية والعقدية والثقافية.
والتي يوجهها للعالم أجمع، ولكن يركز في تطبيقها وتسويقها - ولو بالقوة - على العالم الإسلامي وعلى المسلمين في كل مكان نظراً لإدراكه أن الخطر عليه قادم من الإسلام.
وفي المقابل؛ فالمسلمون لن يتخلَّوا عن إسلامهم ودينهم لأجل الغرب أو خوفاً منه، وهم وإن كانوا ضعفاء مادياً وفيهم من يسعى جاهداً للارتماء في أحضان الغرب مهما كان الثمن؛ إلا أن علماءهم ودُعاتهم ورجالهم وأهل الرأي فيهم - ومعهم عامة المسلمين - يرفضون الخضوع والاستسلام للغرب، مهما كان ثمن هذا الرفض، والله معهم وهو مولاهم؛ فنعم المولى ونعم النصير.
- البيان -: رفض بعض المسلمين المؤسسات الدولية العامة مثل: الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية ونحوهما .. هل هذا الرفض سيعيق حوار الحضارات، أم هو جزء من حرية المشتركات الإنسانية؟
1 - المؤسسات الدولية اليوم وعلى رأسها الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها؛ أصبحت - فيما آلت إليه - مرفوضة من عموم المسلمين إلا القليل، وسبب ذلك معلوم ومشاهد ولا يحتاج إلى بحث واستدلال بحيث أصبحت لا يوثق بها، بل الأمر أدهى وأمرّ؛ فقد أصبحت سيفاً مصلتاً على رقاب المسلمين وبلدانهم في أية قضية من قضاياهم.
وهذه المؤسسات العالمية منذ تأسيسها إنما قامت من أجل مصالح الغرب وهيمنته على ما يسمونه بدول العالم الثالث وعلى رأس هذا العالم الثالث العالم الإسلامي.
- فمن الذي وراء هذه المنظمات ويتحكم فيها؟
- وكيف تصدر قرارات نظام مجلس الأمن الجائر؟ ولمن؟ وعلى من؟
- وغزو أفغانستان والعراق وغيرهما تباركه المنظمات الدولية، وإن اعترضت بعض المنظمات فإنما هو اعتراض على الممارسة، ويأتي بصوت خافت.
- وما موقف الغرب ومنظماته مما عملته دولة اليهود؟
- وأنظمة التعليم العالمي تحت مظلة اليونسكو تُدار بنُظم غربية عَلْمانية ويُرغم المسلمون على تطبيقها في تعليمهم.
- ومؤتمرات السكان والمرأة وغيرها هي حرب عالمية على الفضيلة ونشر للرذيلة، ومن ثم إرغام الدول الإسلامية على السير في هذا الركب القذر.
- وفضيحة الكيل بمكيالين أصبحت على كل لسان.
2 - ولهذا أقول: يحق للمسلمين كافة رفض هذه المؤسسات الدولية؛ لأنها مؤسسات مفضوحة كما سبق، ولأن الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه وثقافته هو المستهدف.
ولا شك أن هذا الرفض سيعيق حوار الحضارات. وسبب الإعاقة جاء من الغرب أولاً؛ لأنه يريد حوار الاستسلام والخنوع والخضوع.
3 - وكثير من أنظمة تلك المؤسسات العالمية على مستوى التنظير - وإن كان على مستوى التطبيق تتخذ أبعاداً استعمارية بشعة - فيها كثير مما يخالف شريعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويخالف شريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في عقيدته وأحكام دينه.
¥