تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقتطفات من تاريخ العلوية النصيرية الحديث في بلاد الشام 1920 - 2000.]

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[29 - 12 - 08, 12:24 ص]ـ

[] حفل تاريخ العلوية النصيرية على مر الزمان بالعداء للإسلام والمسلمين، وكان من أشهر تآمرهم تعاونهم مع الصليبيين عندما غزو المشرق العربي ووقوفهم إلى جانبهم، وقد حاربهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، ففروا إلى منعزلهم في الجبال مترقبين فرصة أخرى، كذلك كان دأبهم مع التتار فقد عاونوهم ومكنوهم من رقاب المسلمين، وعظم أمرهم في ذلك الوقت، وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أمرهم الذي عاصره فأوسع وأجاد وترك لنا قولاً جامعاً مفيداً في ذلك، سيأتي بيانه، فلما غزا الفرنسيون بلاد الشام عام 1920 لم تفتهم فرصة الاستعانة بهؤلاء الخونة أعداء الإسلام فقربوهم ومدوا لهم يد العون، وقد قام المستشار الفرنسي أنذاك بمساعدة أحد النصيريين ويسمى سليمان المرشد، في ادعائه الألوهية حيث أمده بالوسائل اللازملة لذلك، لخداع الجهلة أبناء طائفته فاتخذ لنفسه رسولاً اسمه (سليمان الميدة) وكان هذا الرب يخرج لأبناء طائفته بثياب فيها أزرار كهربائية تضيء أنوارها، ليخر له أنصاره ساجدين وكان المستشار الفرنسي نفسه يخاطبه بصفة الإلهية!

يقول الزركلي في كتاب الأعلام ج3ص170: سليمان بن مرشد بن يونس، علوي من النصيرية ادعى الألوهية من قرية (جوبة برغال) شرقي اللاذقية وتلقب بالرب، بدأت سيرته سنة 1920 ونفي للرقة حتى 1925 وعاد من منفاه وتزعم أبناء نحلته النصيرية، وهم من فرق الباطنية التي تؤله علياً وتقول بالحلول وكانت الثورة في سوريا أيام عودته قائمة على الفرنسيين، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي، فاستماله الفرنسيون واستخدموه وجعلوا لبلاد النصيريين نظاماً خاصاً، فقويت شوكته وتلقب بـ (رئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني). وعين سنة 1938 قضاة وفدائيين وفرض الضرائب على القرى التابعة له، وأصدر قراراً جاء فيه: (نظراً للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي، فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد). وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائباً عن العلويين في المجلس النيابي السوري، ولما تحررت سوريا وجلا الفرنسيون عنها، ترك له هؤلاء من سلاحهم ما أغراه بالعصيان، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت بأتباعه واعتقلته مع آخرين، ثم قتلته في دمشق شنقاً سنة 1946. انتهى.

وبعد أن قتل سليمان المرشد ألهوا ابنه (مجيب المرشد) الذي قتل فيما بعد أيضاً، واتخذ اسمه قيمة قدسية لدى النصيريين وسمى بالمجيب الأكبر، ويرد اسمه في كثير من الصلوات الخاصة بصيغة الربوبية.

ونجد الآن في وثائق الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم (3547) تاريخ 15/ 6/1936. نص العريضة التي رفعها زعماء الشعب العلوي كما أسماه سليمان المرشد إلى جناب الحكومة الفرنسية المنتدبة يطالبونهم بعدم إنهاء الانتداب هذا نصها:

(دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم (السني) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل.

إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين!! وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه! ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا وفي سوريا، إننا نقدر نبل الشعب الذي يحملكم للدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير