تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يقولون لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم]

ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 04:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه أستعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقولون لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم وقد كنت عند صديق لي فقرأت كتابا بهذا العنوان وهو لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟

يا إخوتي فالتقدم الحضاري الكل يدلي بدلوه والحضارة والعلوم التجربية قد ساهم فيها جميع الأمم وهي عبارة عن حلقات متسلسة لا تنفك عن غيرها والكل يدلي بدلوه فيها فلماذا تكون فتنة لبعض المسلمين الذين استسلموا للواقع المعاصر الذي تتاكلب فيه الأمم على المجتمع الإسلامي وتسلبه أدنى حقوقه لا شك أن أهل الإسلام أهل العلوم كلها وتجد المؤرخين من العلماء يذكرون علماء الطب والهندسة والفزياء والحساب ويبينون تميزهم بتلك العلوم من غير استنكار اللهم إلا أن يكون ضد الإسلام فيبينون حاله وهذه كانت علوم متقدمة بسببها نبغ الأعاجم من غير المسلمين فالعلوم التجربية علوم قديمة جدا وهي عبارة عن حلقات متسلسلة لا تعرف جنسا دون جنس وهي قابلة للتطوير من مختلف الأجناس ليست حكرا على أحد لأنها علوم إنسانية مشتركة كالنار والماء والهواء وهي مواد تستنبط منها علوم من خلال مادة الفزياء والحساب وهي السبب في المخترعات الحديثة تطبيقا لنظريات مختلفة يفرضها التأمل المحيط بالمادة بعد النظر والتحليل من عالم بعلوم أولية ورثها من الأمم السابقة فلماذا يستهدف المسلمون فيحتقرون فيرتد من يرتد لأجل هذا القبيل فهو منظور ناقص.

فعمق التحليل يقتضي استخراج ميزان العدل الذي توزن به الأمور ولاشك أن النظر إلى الأمور من منظور سطحي سببه الجهل الكلي بالنفسية الحقيقية للعلماء المتقدمين الذين استنبطوا العلوم ابتداءا فبعضها عن طريق الإلهام اللإلاهي وبعضها عن طريق الوراثة ورثها طلبة العلوم فالمواهب كانت تتنوع ولا تقتصر على جنس دون جنس ولا على أمة دون أمة لذلك كان الميزان هو الإستسلام للحقائق اللإلاهية حين وهب العقول وقسم الأرزاق وقسم المواهب والعلوم بين الأجناس والأمم.

ولاشك أن أنبياء الله ورسله كانوا يعلمون حتى الأمور التي يحتاجها الناس في حياتهم يقول الله عز وجل:"وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ [الأنبياء: 80] "

فأصل العلوم منطلقها هم أنبياء الله ورسله كانوا يعلمون الناس كل شيء حتى بعض أمور دنياهم التي يحتاجونها كاونوا يعلمون أممهم ما ينفعهم لذلك فبعض العباقرة من الناس يتعلم علما فيطوره وقد لا ينسبه إلى اصله لكون نفوس الناس تختلف والعلم والتفوق فيه ليس دليلا على زكاة النفس بخلاف الخضوع إلى علم الوحي والإمتثال إلى ماجاء به.

ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 05:17 ص]ـ

وثمت هناك أصل ثاني لا يعلمه إلا من وفقه الله تعالى توفيقا إلى النهاية لا إنقطاع فيه ولا انتكاس وهو التأثر بأمر الآخرة والإعراض صفحا عن أمر الدنيا والإقتصاد في شأنها وأمرها وتنظيمها فقد كان الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم جميعا على هذا الطريق فالذي يشرح الله صدره ويذوق حلاوة الإيمان يحصل لديه إقتناع واكتفاء فلا يتأثر بحضارة غيره كحضارة مصر العريقة لأنه ثبت لديه أن الإهتمام بهذه الأمور ستأخره عن خدمة دينه والبروز فيه فهو أمر إختياري محض فلماذا يعير المسلمون ويوصفون بالفتور والكسل والتخلف ويوصف غيرهم بالنفس الحارة النشطة فهم ورثوا أخلاق فاضلة من سلفهم الصالح عنوانها الزهد في الدنيا والورع والتقوى وتزكية النفس لذلك كان الذي يرغب في الدنيا وملاذاتها لا يرضى منهم ذلك لأنهم كانوا سببا في حرمانه من التمتع بدنياه التي هي متاعها موصوف بأنه قليل وزائل غير مستقر.

لذلك كان غير المسلمين مرغوبا فيهم لأنهم استخرجوا أمورا إنتفع بها الراغب في التمتع ووسائل الراحة.

ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 10:51 م]ـ

لكن العلامة الأستاذ الأمير شكيب رسلان ينظر للقضية من منظور آخر سيتم عرض نظرة الشيخ شكيب رسلان للقضية وعلاجه لها ومن تم التعليق على المواطن التي تستحق التعليق.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير