تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول.]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 01 - 09, 10:50 م]ـ

[مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول.]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

من عجائب مذهب الأشاعرة تبنيهم مسائل لا يسلم بها أكثر العقلاء بل ويبطلها العلم الحديث ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين. وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام، فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.

الرد على المنطقيين (311)

وخذ على ذلك أمثلة مسلمة في مذهب الأشاعرة تعجب العلماء منها واستغربوها:

1 - إنكار طبائع الأشياء

يقول ابن القيم: (أنه -سبحانه- ربط الأسباب بمسبباتها شرعًا وقدرًا، وجعل الأسباب محل حكمته في أمره الديني الشرعي وأمره الكوني القدري، ومحل ملكه وتصرفه فإنكار الأسباب والقوى والطبائع جحد للضروريات، وقدح قي العقول والفطر، ومكابرة للحس وجحد للشرع والجزاء… والقرآن مملوء من إثبات الأسباب كقوله تعالى: (بما كنتم تعملون) المائدة: 105، وقوله: (بما كنتم تكسبون) الأعراف: 39 وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وكل موضع مرتب فيه الحكم الشرعي أو الجزائي على الوصف أفاد كونه سببًا له كقوله سبحانه: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله) المائدة:38 .. وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وهذا أكثر من أن يستوعب وكل موضع تضمن الشرط والجزاء أفاد سببية الشرط والجزاء وهو أكبر من أن يستوعب… وكل موضع تقدم ذكرت فيه الباء تعليلاً لما قبلها بما بعدها أفاد التسبب… ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع، ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ويكفي شهادة الحس والعقل والفطرة)

ويقول شيخ الإسلام: (تكلم قومٌ من الناس في إبطال الأسباب والقوى والطبائع فأضحكوا العقلاء على عقولهم)

انظر "عقيدة العادة عند الأشاعرة" (23)

2 - الجواهر الفردة

يقول شيخ الإسلام: هذا خلاف ما دل عليه السمع والعقل والعيان، ووجود جواهر لا تقبل القسمة منفردة عن الأجسام مما يعلم بطلانه بالعقل والحس، فضلاً عن أن يكون الله تعالى لم يخلق عيناً قائمة بنفسها إلا ذلك.

منهاج السنة (2

139)

و قال شيخ الإسلام: وقال: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل.

النبوات (304)

3 - العرض لا يبقى زمانين

وقال أيضا: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.

مجموع الفتاوى (16

275)

3 - قالوا: يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقة بالأندلس.

وهذه من أعجبها

قال الإيجي: وهي أن شرط الرؤية كما علم بالضرورة من التجربة المقابلة أو ما في حكمها نحو المرئي في المرآة

وأنها أي المقابلة مستحيلة في حق الله تعالى لتنزهه عن المكان والجهة

والجواب منع الاشتراط إما مطلقا كما مر من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلا ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس.

المواقف (3

199)

5 - إثبات الرؤية مع إنكار الجهة ولهذا قيل فيهم: "من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير