تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - إنكارهم لاستحالة الأجسام، وجعلوا الجواهر التي كانت مثلاً في الأول، هي بعينها باقية في الثاني، وإنما يكون التغير للأعراض.

قال شيخ الإسلام:وهؤلاء يقولون إن الأجسام لا يستحيل بعضها إلى بعض بل الجواهر التي كانت مثلا في الأول هي بعينها باقية في الثاني وإنما تغيرت أعراضها.

وهذا خلاف ما أجمع عليه العلماء أئمة الدين وغيرهم من العقلاء من استحالة بعض الأجسام إلى بعض كاستحالة الإنسان وغيره من الحيوان بالموت ترابا واستحالة الدم والميتة والخنزير وغيرها من الأجسام النجسة ملحا أو رمادا واستحالة العذرات ترابا واستحالة العصير خمرا ثم استحالة الخمر خلا واستحالة ما يأكله الإنسان ويشربه بولا ودما وغائطا ونحو ذلك وقد تكلم علماء المسلمين في النجاسة هل تطهر بالإستحالة أم لا ولم ينكر أحد منهم الإستحالة.

منهاج السنة (2

140)

وقال: والتحقيق أن كلا المذهبين باطل والصواب ما قاله من قاله من الطائفة الثالثة المخالفة للطائفتين أن الأجسام إذا تصغرت أجزاؤها فإنها تستحيل كما هو موجود في أجزاء الماء إذا تصغر فإنه يستحيل هواء أو ترابا فلا يبقى موجود ممتنع عن القسمة كما يقوله المثبتون له فإن هذا باطل بما ذكره النفاة من أنه لا بد أن يتميز جانب له عن جانب ولا يكون قابلا للقسمة إلى غير نهاية فإن هذا أبطل من الأول.

بيان تلبيس الجهمية (1

285)

4 - ترتب على ذلك تحيرهم في أمر الميعاد

قال شيخ الإسلام: ولهذا اضطربوا في المعاد فإن معرفة المعاد مبنية على معرفة المبدأ والبعث مبني على الخلق فقال بعضهم هو تفريق تلك الأجزاء ثم جمعها وهي باقية بأعيانها , وقال بعضهم بل يعدمها ويعدم الأعراض القائمة بها ثم يعيدهما وإذا أعادها فإنه يعيد تلك الجواهر التي كانت باقية إلى أن حصلت في هذا الإنسان فلهذا اضطربوا لما قيل لهم فالإنسان إذا أكله حيوان آخر فإن أعيدت تلك الجواهر من الأول نقصت من الثاني وبالعكس أما على قول من يقول إنها تفرق ثم تجمع فقيل له تلك الجواهر إن جمعت للآكل نقصت من المأكول وإن أعيدت للمأكول نقصت من الآكل وأما الذي يقول تعدم ثم تعاد بأعيانها فقيل له أتعدم لما أكلها الآكل أم قبل أن يأكلها فإن كان بعد أن أكلها فإنها تعاد في الآكل فينقص المأكول وإن كان قبل الأكل فالآكل لم يأكل إلا أعراضا لم يأكل جواهر فهذا مكابرة ثم إن المشهور أن الإنسان يبلى ويصير ترابا كما خلق من تراب وبذلك أخبر الله فإن قيل إنه إذا صار ترابا عدمت تلك الجواهر فهو لما خلق من تراب عدمت أيضا تلك الجواهر فكونهم يجعلون الجواهر باقية في جميع الاستحالات إلا إذا صار ترابا تناقض بين , ويلزمهم عليه الحيوان المأكول وغير ذلك وكأن هذا الضلال أصل ضلالهم في تصور الخلق الأول والنشأة الأولى التي أمرهم الرب أن يتذكروها ويستدلوا بها على قدرته على الثانية.

النبوات (1

317)

وقال: والمقصود هنا أن هؤلاء لما كان هذا أصلهم في ابتداء الخلق و هو القول بإثبات الجوهر الفرد كان أصلهم فى المعاد مبنيا عليه فصاروا على قولين:

منهم من يقول تعدم الجواهر ثم تعاد و منهم من قال تتفرق الأجزاء ثم تجتمع فأورد عليهم الإنسان الذي يأكله حيوان و ذلك الحيوان أكله إنسان آخر فإن أعيدت تلك الأجزاء من هذا لم تعد من هذا و أورد عليهم أن الإنسان يتحلل دائما فما الذي يعاد أهو الذي كان وقت الموت فإن قيل بذلك لزم أن يعاد على صورة ضعيفة و هو خلاف ما جاءت به النصوص و إن كان غير ذلك فليس بعض الأبدان بأولى من بعض فادعى بعضهم أن فى الإنسان أجزاء أصلية لا تتحلل و لا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي أكله الثاني و العقلاء يعلمون أن بدن الإنسان نفسه كله يتحلل ليس فيه شيء باق فصار ما ذكروه في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار معاد الأبدان و أوجب أن صار طائفة من النظار إلى أن الله يخلق بدنا آخر تعود الروح إليه.

مجموع الفتاوى (17

247)

5 - قالوا بتماثل الأجسام بناء على تماثل الجواهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير