تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم -عرض ونقد-]

ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:00 م]ـ

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إن الناظر في تاريخ العلوم الشرعية ليجد أن المؤلفات تزداد وتكثر مع تقادم الزمان وإن المتأمل لهذا الحال ليجد أن من أسباب كثرة المؤلفات الحاجة للرد على الفرق والمذاهب والتيارات التي تطرأ على الأمة فينبري لها من أهل العلم من صفت نفسه وزكى علمه وطهرت سريرته وأبصر الحق المبين بتوفيق من الله تعالى فيعلم الناس مما علمه الله ويبصرهم في دينهم وهذا زكاة علمه الذي تعلمه

وإن الناظر في هذا العصر ليجد أن الطاغي والغالب في المستوى الفكري هو المادية والعقلانية وقد أثرت على نظرة الناس لحياتهم ولدينهم ومن أهم قوائم الدين الإسلامي هو القرآن الكريم لذا كان لزاما أن تتضح الصورة في هذا الجانب المهم من جوانب عقيدة المسلم

فأبدأ مستعينا بالله العلي الكريم وأسأله أن يوفق ويعين ويرشد ويسهل ويوضح لي الحق وأن يشرح صدري ويحلل عقدة من لساني ليفقهوا قولي

وكان عنوان البحث

(موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم - عرض ونقد -)

وربما لم أعبر في هذا البحث من كلامي مراعاة للدقة فقد كان عملي هو جمع للمعلومات فقط وأسأل الله أن يبارك في علمائنا وأن يجزيهم عن المسلمين خيرا

وخطة البحث على النحو التالي

الفصل الأول: مقدمة عن العقلانية المعاصرة

الباب الأول: ما المقصود بالعقلانيين المعاصرين؟

الباب الثاني: أصول المدرسة العقلية المعاصرة

الباب الثالث: أبرز شخصيات المدرسة العقلية المعاصرة

الفصل الثاني: موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم والرد عليهم

الباب الأول: موقفهم من القرآن الكريم

الباب الثاني: الرد عليهم

سائلا الله العلي القدير أن يخلص النية

وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:00 م]ـ

الفصل الأول: مقدمة عن العقلانية المعاصرة

الباب الأول: ما المقصود بالعقلانيين المعاصرين؟

"تلك الاتجاهات العقلانية التي ظهرت في القرنين الأخيرين التي تتبنى تحكيم العقل البشري وتقديمه على الدين أو تعطي العقل اعتبارا فوق اعتبار نصوص الوحي الثابتة عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والتي تقوم على أنقاض المدارس والفرق العقلانية والكلامية القديمة تجدد أصولها وتحيي أمجادها والتي تذهب إلى تفسير الإسلام في عقيدته وأصوله تفسيرا عقلانيا وعصرانيا ماديا دون اعتبار لدلالات اللغة وأصول الدين وعمومات النصوص وعمل المسلمين وإجماعهم والتي تذهب إلى تفسير الوحي والدين والنبوات والغيب والمعجزات والقدر ونحوها على مقتضى المفاهيم العقلانية البشرية والكشوفات العلمية المحسوسة والنظريات الغربية المادية والتي تدعو إلى التجديد والنظر في الإسلام – حسب مقتضيات العصر الحديث – عقائديا وفكريا وتشريعيا وتاريخيا وصياغته صياغه جديدة ليساير الفكر الغربي والحياة الغربية المتقدمة والمتمدنة وإخضاعه للسيادة العقلانية العالمية كما فعل الغرب بالكنيسة ودينها ومنها تلك الاتجاهات العلمانية التي دعت إلى فصل الدين عن الحياة ومنها كذلك العصرانية وهي التي تريد من الدين أن يساير العصر ويخضع له ومنها كذلك: التنوير وهو شعار للاتجاهات العقلانية التي تستوحش من الإيمان بالغيب"

ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:01 م]ـ

الباب الثاني:

أصول المدرسة العقلية المعاصرة

هناك أصول اتفقت عليها المدرسة العقلية المعاصرة والمدرسة العقلية القديمة وهي

"1 - إكبار العقل وتقديمه على النص وإخضاع الثاني للأول وجعل العقل مصدرا للتلقي مقدما في الاستدلال مقدما على الكتاب والسنة

2 - عداء السنة وأهلها واحتقار السلفية ولمزها والتهكم بها وبأهلها

3 - التبعية للمذاهب والفلسفات الأجنبية عن الإسلام

4 - استباحة الخوض في سائر أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله وليس للعقل قدرة على تصورها فضلا عن الحكم عليها

5 - الاستهانة بأحكام الله وشرعه والجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم في الحلال والحرام

6 - الجرأة على إثارة الشبهات والآراء الشاذة في الدين عموما والعقيدة بخاصة

7 - الترويج للملل وإحياء النحل الضالة والمذاهب والأهواء والفرق بين المسلمين وتمجيدها

8 - احتقار أهل السنة والتهوين من شأنهم ورميهم بالتعصب وضيق التفكير والجهل

9 - الدعوة إلى تفسير القرآن والسنة بالأهواء وتأويلها تأويلا عقلانيا جديدا

10 - التجديد والتغيير في أصول العقيدة وأصول التشريع الثابتة ومناهج التلقي والاستدلال

11 - اعتبار هزيمة الفرق المنحرفة في القديم والجديد وانتصار أهل السنة نكسة تاريخية وضررا بالإسلام والمسلمين وعاملا من عوامل التخلف والجمود"

وأما ما اختلفت فيه المدرستان فهي الأصول التالية

"أولا: رواد الفرق العقلية القديمة أقرب إلى الاستقامة والصلاح وفيهم شيء من الصلاح الظاهر، بينما نجد الأمر انعكس تماما في العصور الحديثة فأصبحت قيادة البشرية قيادة وثنية وملحدة تملك زمام الحضارة والتقدم والمسلمون هم المستضعفون وقد وضع الإسلام في قفص الاتهام دون محامين فهو يحاكم محاكمة غير عادلة مما جعل العقلية الحديثة تكون أبعد عن الإسلام وأجهل بأصوله وأحكامه

ثانيا: العقلية القديمة انكشفت واتضح عوارها حتى ترسبت واضمحلت والعقلية الحديثة وإن انكشفت بعض الشيء لكنها لم تواجه بعد وموعدهم الصبح –إن شاء الله- أليس الصبح بقريب؟

ثالثا: العقلية الحديثة استمدت تنظيمها ونشاطاتها من روافد جاهلية حديثة لم تتيسر للفرق والاتجاهات العقلية القديمة

رابعا: العقلية الحديثة تفوق القديمة في شعاراتها وإمكانياتها ووسائلها فهي تحمل شعارات براقة وخادعة غير الأسماء القديمة للفرق التي تشوهت وأضحت مسبة

خامسا: أما رواد العقلية الحديثة فهم يمثلون بين المسلمين في الغالب الأساتذة الموجهين في كثير من العلوم والمعارف

سادسا وأخيرا: من أهم ما يميز العقلية الحديثة عن القديمة كون الحديثة أكثر تماسكا وتكافلا من القديمة"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير