2 - زعمهم أن صفة الوحي واتصال الملك بالرسول ونقله لكلام الله قضية غير معقولة وأن العلم لم يصدقها أو لا يعرف بها أو نحو ذلك من الشبهات التي يثيرونها أو يحومون حولها وبناء على ذلك فالقرآن بزعمهم بشري وتلك الهالة والقداسة التي أحاط بها المسلمون إنما هي مصطنعة أو وهمية أو مبالغ فيها ونحو ذلك.
3 - وأنه ما دام القرآن بشريا عندهم فمن الممكن أن يشتمل على أساطير وتوهمات وأن تكون أحكامه وتعاليمه وأوامره ونواهيه وتشريعاته قابلة للنقاش والتغيير والتبديل والنقد الموضوعي!
4 - وأنه مادام الأمر كذلك حسب دعواهم فمن الممكن إلغاء بعض الأحكام والتوجيهات والتصورات التي لا تناسب الحياة المعاصرة ولا تعايش التطور والمدنية والتقدم ويمثلون لذلك بزعمهم بالحدود كالقصاص وقطع يد السارق وجلد الزاني والشارب للمسكرات وتدخل الدين في الدولة والسياسة وشئون الحياة العامة الأخرى وغير ذلك.
5 - ويزعم بعضهم بأن القرآن جاء لإصلاح زمن وأوضاع معينة هي تلك الأوضاع المعاصرة لنزوله أما بعد أن تقدم العلم وتطور العقل فلم يعد القرآن صالحا للتطبيق ويزعم بعضهم أن القرآن خاص بالعرب أو أن أحكامه مثالية غير قابلة للتطبيق في الواقع .. إلخ من الشبهات
6 - الجرأة على تأويله وتحريف آياته حسب مقتضيات الحياة الجاهلية المعاصرة والمصالح الشخصية وحسب الآراء الفردية والميل إلى التفسيرات التي تحتملها معاني الألفاظ والتي تعطل الآيات من معانيها لتتلاءم –بزعمهم- مع النظريات والمدنية والحضارة الغربية الحديثة مهما تكون ظنية أو باطلة وتميل كذلك بعض هذه المدارس العقلانية إلى الرمزية والمعاني السلبية في تفسير كثير من آيات العقيدة وغيرها"
مما سبق يتبين أن "المدرسة العقلية الحديثة استباحت انتهاك حرمة الوحي والقرآن الكريم وأثارت حولهما الشبهات والشكوك وأكثر من ذلك إنما هو انهزامية تجاه المادية الجاهلية الحديثة التي لا تؤمن إلا بما تقع عليه الحواس المحدودة أو ما يخضع للتجارب العلمية المادية أو ما يكون فيه لها منفعة اقتصادية عاجلة.
وعلى هذا .. فليست الخطورة العقلية الحديثة على العقيدة الإسلامية آتية من كونها تنكر أو تشكك في الوحي والقرآن فحسب إنما الخطورة جاءت أيضا من كونها فعلت ذلك باسم العلمية والموضوعية"
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:03 م]ـ
الباب الثاني: الرد عليهم
"أن الوحي والقرآن والنبوات حقائق إلهية لا دخل للبشر –من الأنبياء وغيرهم- في شأنها ولا يملكون جلبها لأنفسهم ولا دفعها إلا بأمر من الله وأنها نابعة من خارج ذواتهم لأن كلا منهم إنسان كغيره من بني آدم في الخصائص والصفات والطاقات الإنسانية لكن الله اصطفاهم وما جاؤو به من وحي ومعجزات إنما هو من الله وذلك بأن الأنبياء جميعهم حصل منهم –بإذن الله- من الأعمال والأخبار ما يستحيل على البشر الوصول إليه وكل ذلك من عند الله وحده.
فالمعجزات كالطوفان في عهد نوح وعدم إحراق النار لإبراهيم وعصا موسى وناقة صالح وهذا القرآن الذي يتحدى كل الثقلين –ولا يزال- أن يأتوا بمثله وما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الأخرى غير القرآن كالإسراء والمعراج وانشقاق القمر وحنين الجذع وغيرها .. كل تلك المعجزات للأنبياء –إنما هي من الله- يستحيل على البشر فعلها وإن كان يعقل وقوعها فالممكن المعقول في سنن الله غير الممكن في تقدير البشر عادة .. فهذه المعجزات للأنبياء لا يمكن أن تقع في مقدور الإنسان فلا بد أن تكون من الله في مصاحبة الرسول
كذلك الأخبار فقد أخبر الأنبياء كلهم بأخبار عن الله وعن الآخرة وعن بعض أحداث المستقبل وعن الجنة والنار وبعض أخبار الغيب التي يستحيل على البشر معرفتها فلا بد أن يكونوا تلقوها عن علام الغيوب.
أما كنه الوحي وكيفيته فلا يلزم من عدم إدراك العلم الحديث لها عدم وقوعها ولا عدم صحتها فالجهل بكنه الشيء لا يقوم دليلا على عدمه فكيف و آثاره ومعجزاته لا تزال قائمة كالقرآن والإسلام"
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:04 م]ـ
الخاتمة:
بعد هذا العرض المختصر في البداية عن العقلانية ثم موقفهم من القرآن الكريم يتضح جليا خطورة هذا الفكر في تعامله مع القرآن بالخصوص وتعامله مع الدين والعقيدة والسنة وغيرها عموما.
ولربما أكون قد اختصرت كثيرا في البحث لما صعب علي إيجاد مراجع كافية لما أردت بحثه
وأسأل الله أن يبارك في القليل وأن ينفع به
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:
1 - الاتجاهات العقلانية الحديثة، أ. د/ناصر بن عبدالكريم العقل، دار الفضيلة
2 - منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، د. فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومي، مؤسسة الرسالة
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 04:51 م]ـ
جميع ما سبق بحث صفي في كلية أصول الدين
أشرف علي فيه الشيخ عبدالرحمن المحمود
وقد وضعته هنا لمن يريد الإستفادة أو من يريد إفادتي أيضا
شاكرا للجميع اهتمامهم
وأسأل الله أن يزرقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل
وجزاكم الله خيرا