تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طلب الدعاء من الميت .... شرك أم بدعة؟]

ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 02:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله .....

ما حكم من لا يقول أنا لا أستغيث بالميت ليفعل لي شيئاً بل أسأله أن يدعو لي لتحقيق ما أريد دون اعتقاد تأثيره الذاتي .....

فقد قال شيخ الإسلام:

وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول ادع لنا ولا اسئل لنا ربك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر به أحد من الأئمة ولا ورد فيه حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلين يا رسول الله أدع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكوا إليك مما أصابنا ونحو ذلك لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان

طبعاً ليس المقصود بيان أن هذا العمل غير جائز، وليس المقصود بيان مسألة سماع الأموات من عدمها، ولكن ما أشكل علي هو كلام شيخ الإسلام في اعتبارها بدعة

ويتفرع على هذا سؤال آخر:

ما حكم من يطلب من الملائكة أن تدعو له قياساً على طلب الدعاء من الحي؟

والسلام عليكم

ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 01 - 09, 01:26 ص]ـ

لقد أجاب الشيخ صالح آل الشيخ على هذا الكلام بأن شيخ الإسلام يقصد بالبدعة هنا أنها بدعة في الكفر،أي أن الكفار أنفسهم لم تكن لهم هذه الطريقة في الدعاء.

ولقد سألت الشيخ سعيد عبد العظيم حول هذه المسألة فأجاب أنها من الشرك الأكبر، لأن هذا من دعاء الأموات.

بالنسبة لسؤالك الثاني:الدعاء عبادة، لا يجوز صرفها لغائب غير قادر سواء كان حيا أو ميتا، فالملائكة وإن كانوا أحياءا، فهم من عالم الغيب، غير حاضرين معنا،وسؤالك هذا يعتبر من الإلزامات التي يلزم بها من يدعو الموتى، بدعوى أنهم مقربون من الله، وأن شفاعتهم لا ترد،وأن لهم جاه عنده وغيرها من الأعذار، فهؤلاء لو سألتهم عن دعاء الملائكة - والذين هم أقرب من هؤلاء إلى الله، وصلاحهم لا نزاع فيه - لما رضوا بدعائهم، ومثل سؤالك يطرح أيضا عن حكم دعاء عيسى عليه السلام، أليس نبيا مرسلا؟ أليس هو حي؟ فلماذا لا يطلب منه الدعاء؟

وهذه فتوى لسماحة الشخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - حول دعاء الملائكة:

حكم دعاء الملائكة

اشتهر عند بعض العوام أن يقول أحدهم قبل النوم: يا ملائكة الحفظ أيقظوني في الساعة كذا أو عند وقت كذا؟

هذا لا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء لغير الله وطلب من الغائب، فهو كالطلب من الجن والأصنام والأموات لعموم قوله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [1]، وقوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [2] فسمى سبحانه دعاء غيره من الأموات والأصنام والجن والملائكة شركا به سبحانه وقال عز وجل: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [3]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [4] فسمى الداعين لغيره كافرين، وهذا يعم جميع المدعوين من دون الله من أموات أو أصنام أو جن أو ملائكة، ولا يستثنى من ذلك إلا الحي الحاضر القادر لقول الله سبحانه في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [5]، ومن هذا الشرك قول بعض الناس: يا جن خذوه يا سبعة خذوه، أو يا جن الظهيرة خذوه، أو يا جن الشعب الفلاني أو يا جن بلد فلان، فهذا كله شرك أكبر ودعوة لغير الله من الغائبين، فإذا قال: يا ملائكة الله أيقظوني أو احفظوني فهذا شرك أكبر، أو يا جن البيت احفظوني أو أيقظوني فهذا شرك أكبر نعوذ بالله من ذلك.

والواجب على المسلم أن يحذر ذلك وأن يستغيث بالله وحده ويسأله وحده ففيه الكفاية سبحانه، وهو القادر على كل شيء وهو القائل عز وجل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [6]، والقائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [7]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)).

نسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب.


[1] سورة الجن الآية 18.
[2] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[3] سورة الجن الآية 6.
[4] سورة المؤمنون الآية 117.
[5] سورة القصص الآية 15.
[6] سورة غافر الآية 60.
[7] سورة البقرة الآية 186.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير