تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك عدة أجوبة والجواب المعتمد وهو الحق إن شاء الله وهو من باب الحكم التي تُشم كشم الوردة: لأنه ليس بين نبينا عليه الصلاة والسلام وبين نبي الله عيسى نبي آخر فهو أولى الناس به، وأما يحيى فهو ابن خالة عيسى فبما أنهما ابنا الخالة فقُرِنا في سماء واحدة، وقد ثبت في الصحيحين عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى دينهم واحد] وفي رواية أخرى مختصر البخاري (7341) [أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات ليس بيني وبين نبي].

فإذن بعد أن حصل أُنس النبوة بالأبوة سيلتقي بعد ذلك بإخوانه الذين هم أقرب الناس إليه من غيرهم وأولهم عيسى عليه السلام.

أما يوسف، فالحكمة من كونه في السماء الثالثة بعد الثانية بعد أن حصل أُنس النبوة بالأبوة وأنس الأخ بأخيه الأقرب، فإنه سيحصل لنبينا عليه الصلاة والسلام أُنس خاص بنبي فيه شبه بنبينا عليه الصلاة والسلام من وجهين:

حسن الصورة وبهاء المنظر وجمال الطلعة، فنبي الله يوسف أعطاه الله شطر الحسن، ونبينا عليه الصلاة والسلام له الحسن بكامله. فأجمل الناس بعد نبينا عليه الصلاة والسلام هو يوسف فعندما يرى هذا النور يتلألأ منه يحصل حينئذ شيء من الشبه الظاهري، يضاف إليه شبه آخر يتعلق بالدعوة وهو:

أنه لاقى مكراً وكيداً من أخوته لأبيه، وقرابته حيث مكروا به وألقوه في الجب وبعد ذلك مكن الله له في الأرض وجاءه إخوته فقال لهم (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا إنك لأنت يوسف، قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) سورة يوسف 89 - 92، وما حصل ليوسف هو عين ما حصل لنبينا عليه الصلاة والسلام فآذاه قرابته وعشيرته وطردوه من مكة وسيؤذونه وسيعيده الله بعد ذلك وسيقول لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم فيقول، لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء الأحرار وقد وقع كل هذا، فهذا أيضاً شبه، فليحصل إذن استحضار لتلك المعاني، الصورة واحدة وما حصل لهذا النبي من المكر فسيحصل لك، وما حصل له من الظفر والنصر سيحصل لك.

4 - وأما السماء الرابعة ففيها إدريس عليه الصلاة والسلام، كما قال الله تعالى (ورفعناه مكاناً علياً) وإنما قال مكاناً علياً وهو في السماء الرابعة وليس في السابعة لأنه في الوسط، والوسط مكان مرتفع ومعتدل.

وفي ذلك إشارة إلى أن هذا العلو الذي حصل لهذا النبي بعد الثالثة – وهي الرابعة – سيحصل لنبينا عليه الصلاة والسلام في هذه الحياة الدنيا وقد حصل له، وأن رسالتك وديانتك وسط (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) خياراً عدولاً تعتدلون في أحكامكم التي أنزلها ربكم عليكم.

5 - وأما السماء الخامسة ففيها هارون عليه الصلاة والسلام، وفي ذلك إشارة إلى قربه من نبي الله موسى وهارون تابع لموسى عليهما الصلاة والسلام فليكون إذن بمثابة تمهيد للقاء موسى عليه السلام.

وفي ذلك إشارة لنبينا عليه الصلاة والسلام ليوطن نفسه على تحمل ما تحمله هارون من موسى عليهما السلام.

وفي ذلك أيضاً إشارة عظيمة أيضاً وهي أن هارون رجع قومه إلى محبته بعد أن نفرتهم منه وعداوتهم له، وهذا سيحصل لنبينا عليه الصلاة والسلام فقومك سيحبونك بعد معاداتهم لك، فحالك كحال هارون فقد كان محبباً في قومه أكثر من نبي الله موسى عليه السلام وكانوا ينفرون من موسى ويأنسون بهارون عليهما صلوات الله وسلامه للين عريكته وعدم شدته وله فيهم منزلة عظيمة، الحاصل أن في لقائه بهارون تذكير له بطبيعة موسى ولذلك كأنه يقال: إذا لقيت موسى فاصبر وتحمل فإن له مقامات عند ربه وهو مدلل عنده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير