6 - وأما موسى عليه الصلاة و السلام، فاجتمع بهذا النبي في السماء السادسة ليعلم أنه رفيع القدر أعلى من هارون، فنبينا أعلى من هارون كما أن موسى أعلى من هارون إذن فأنت أعلى ممن تقدمك والحكمة الثانية: ليحصل لك ما حصل لهذا النبي من؟؟؟؟ فعاداه فرعون قومه فصبر فمكنه الله منه ونصره عليه، فأنت سيعاديك فرعون هذه الأمة – أبو جهل – فاصبر وستمكن منه وستقطع رقبته في يوم بدر وهذا الذي حصل، فيوم بدر بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم كغرق فرعون بالنسبة لموسى عليه الصلاة والسلام.
7 - أما السماء السابعة، فكأنه يقال له: بدأنا الأمر بالأب الأبعد فلنختمه بالأب الأدنى وهو خليل الرحمن إبراهيم، أبو العرب، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم (ابن الذبيحين) فعبد الله ذبيح لأن عبد المطلب نذر أن يذبح أحد أولاده إذا عثر على زمزم فوقعت القرعة على عبد الله ثم فكه بعشر ديات، وإسماعيل ذبيح بنص القرآن، وقد نجى الله الذبيحين.
فكما أنك استأنست بأبيك الذي هو أبعد الآباء فلتستأنس بأبيك الذي هو أقرب الآباء إليك ممن هو نبي وهو خليل الرحمن، وليس في آبائه نبي آخر بعد ذلك ليستأنس به جاء من عبد المطلب أو غيره.
وحكمة ثانية: فأنت خليل وهو خليل فلابد أن يجتمع الخليل مع الخليل ثم إن خلتك أعلى من خلته لأنك سترفع إلى مكان فوقه بعد ذلك فرغم أنه في أعلى الرتب وهي السماء السابعة لكن نبينا صلى الله عليه وسلم سيرفع إلى مكان فوقه.
وفي ذلك إشارة – أيضاً – كما قال علماؤنا: إلى ما سيحصل لنبينا عليه الصلاة والسلام في المستقبل، فالسماء السابعة فيها خليل الرحمن إبراهيم، وأنت ستخرج من مكة وستدخلها في العام السابع في عمرة القضاء بعد صلح الحديبية لأن هذا كان في العام السادس وقد تم الاتفاق على أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التالية ورُدَّ هذا العام، فجاء في العام السابع ودخل مكة واعتمر، ثم في العام الثامن فتحت مكة إذن فهذه المناسك التي في مكة وأقام إبراهيم هذا البيت على الدعائم الأولى التي أسس عليها البيت فأنت ستعود لمكة في العام السابع وستفرض عليك مناسك الحج كما فرضت على خليل الله إبراهيم (وأذن في الناس بالحج)، وأنت ستؤذن وتدعو الناس إلى لك.
فهذا هو مجمل الحكم عن الالتقاء بهؤلاء الأنبياء الثمانية صلوات الله وسلامه عليهم.
تعارض وجمع:
ورد في بعض روايات البخاري أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام [لقيه نبينا عليه الصلاة والسلام في السماء السابعة]، قال الحافظ ابن حجر: ورد هذا في رواية أنس 0وشَرِيك ضبط هذا .... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وشريك هذا هو الذي يروي حديث الإسراء والمعراج عن أنس رضي الله عنه، وله أوهام لكن هنا – كما يقول الحافظ- ضبطه وليس هذا من أوهامه.
[وموسى في السماء السابعة بفضل كلام الله له]
قال الحافظ ابن حجر: لا إشكال بين هذه الرواية والروايات المتقدمة ولا تعارض فنبي الله موسى مكانه الحقيقي في السادسة لكن بعد أن عرج بنبينا عليه الصلاة والسلام السابعة صحبه موسى إلى غير داره الحقيقية كمرافق بفضل كلام الله له.
أي بما أن الله كلم موسى تكليماً واتخذ إبراهيم خليلاً فجمع الله الخليلين مع الكليم في السماء السابعة، هذا هو الجمع المعتبر.
وبقي موسى في السماء السابعة حتى عاد نبينا عليه الصلاة والسلام، وظهر أثر هذا: مَرَّ عليه وسأله ماذا فرض عليك؟ قال: خمسين صلاة، قال ارجع فسله التخفيف إلى أن خفضت إلى خمس، فنبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن ينزل إلى السادسة إلى موسى ويسأله عما فرض عليه، ويمر مروراً على إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
فإذن موسى عليه الصلاة والسلام لازال منتظراً له في السماء السابعة ثم هو معه إلى السماء السادسة ثم بقي فيها وأعيد نبينا عليه الصلاة والسلام إلى مكانه.
ورد في رواية الإمام مسلم – وهذه الرواية ليست في البخاري عن أنس رضي الله عنه – وحديثنا في الآية الثانية وعما فيها من عجائب – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [فإذا بإبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه] والبيت المعمور الذي هو في السماء كالكعبة في الأرض.
وهذه آية عظيمة رآها نبينا عليه الصلاة والسلام.
¥