تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- عليٌّ بنُ أحمدَ بن ِ سعيدٍ المعروفُ بأدونيسَ: صنمُ الحداثةِ المُعاصرُ، ورأسها في العالم ِ العربيِّ، وأحدُ الملاحدةِ المشاهير ِ، تسمّى باسم ِ أدونيسَ، وهو أحدُ أصنام ِ الفينيقيينَ، كانَ في أوّل ِ أمرهِ نُصيرياً، ثمّ أنتحلَ الطريقة َ الشيوعيّة َ، وأعلنَ إلحادهُ، وهو من دعاةِ الحداثةِ الكبار ِ، ولهُ مؤلفاتٌ تضجُّ بالكفر ِ الصُراح ِ، وبالإلحادِ والكفر ِ بكلِّ شيءٍ، مع ما فيها من الجرأةِ السافرةِ، والتطاول ِ المقيتِ على ذاتِ اللهِ جلَّ وعلا.

هؤلاءِ هم بعضُ روّادِ الإلحادِ والرّدةِ في العالم ِ العربيِّ، ولهم أتباعٌ ومحبّونَ ومريدونَ، وهناكَ من يُعظمُ هؤلاءِ ويُقدسهم، ويجعلهم في أعلى المراتبِ والمنازل ِ، وينشرُ كُتبهم ويّذيعُ أخبارهم، ويدعو إلى انتهاج ِ طرقهم، وخلع ِ أكبر ِ الأوصافِ والنعوتُ عليهم!.

عندما نقرأ في سير ِ وكتبِ هؤلاءِ الملاحدةِ، فإنّنا نجدُ فيها قواسمَ مشتركةٍ، تتجلّى بوضوح ٍ لكلِّ قارئ، ومن أبرز ِ ذلكَ:

- إنكارهم للغيبِ جملة ً وتفصيلاً، وقصرهم الإيمانَ بحدودِ الملموس ِ والمحسوس ِ – فقط -، دونَ ما غابَ عن العين ِ، أو لم يُمكن إدراكهُ بالحسِّ.

- استهزائهم بالشعائر ِ الدينيّةِ جميعها، ووصفهم لأهلها بالرجعيينَ والمتخلّفينَ، ومحاربة ُ أي دعوةٍ تدعو إلى التديّن ِ، أو صبغ ِ الحياةِ بمظاهر ِ الدين ِ.

- ميلهم نحوَ احتقار ِ العربِ، واحتقار ِ عاداتهم وسلوكهم، ومدحهم للشعوبيّةِ والباطنيّةِ.

- دعوتهم للتغريبِ والالتحاق ِ بالغربِ، والأخذِ بجميع ِ ثقافاتهم وأمورهم الحياتيّةِ، والتعلّمُ منهم ومن سلوكيّاتهم.

- حربهم الشرسة ُ على الأخلاق ِ والعاداتِ الحميدةِ، وادّعائهم أنّهُ لا يوجدُ شيءٌ ثابتٌ مُطلقاً، وأنَّ الحياة َ والأخلاقَ والعاداتِ، في تطوّر ٍ مستمرٍّ، وأنّ الثباتَ على الشيءِ إنّما هو من شأن ِ الغوغائيينَ والمُتخلّفينَ والرجعيينَ.

- تعظيمُ المادّةِ والطبيعةِ، وكذلكَ تعظيمُ جميع ِ العلوم ِ الطبيعيّةِ، وجعلهُ أساسَ كلِّ الحضاراتِ، وافتعال ِ صراع ٍ مزعوم ٍ بينَ الدين ِ والعلم ِ التطبيقيِّ.

- منعهم من محاربةِ الاحتلال ِ، ووقوفهم دائماً ضدّ المقاوماتِ الشعبيّةِ، ووصفها بصفاتٍ بشعةٍ، والدعوة ُ إلى مهادنةِ الغازي والتعايشُ معهُ.

- تعاونهم الوثيقُ مع الصهيونيّةِ والماسونيّةِ، ومدحهم اللامحدودَ لليهودِ وللصهاينةِ، وهذه سمة ٌ غالبة ٌ على جميع ِ الملاحدةِ والمرتدّينَ، حيثُ يجعلونَ إسرائيلَ أفضلَ أهل ِ الأرض ِ، ويميلونَ إليهم ويمدحونهم، ويدعونَ إلى التعايش ِ معهم وقبولهم، ويقدحونَ في حركاتِ المقاومةِ وفي أطفال ِ الحجارةِ.

- يدّعي الملاحدة ُ أنّ الدينَ سببٌ للتناحر ِ ونشر ِ البغضاءِ في الأرض ِ، وأنّهُ تسبّبَ في إشعال ِ وإذكاءِ نار ِ الحروبِ، في الكثير ِ من بقاع ِ الأرض ِ، وقد حانَ الوقتُ لتركهِ والتخلّي عنهُ.

أيّها الإخوة ُ الكرامُ: إنّ القراءة َ في سير ِ هؤلاءِ المرضى، والوقوفُ على دقائق ِ حياتهم، ومدى ما كانوا يعيشونهُ من أمراض ٍ وشكوكٍ وساوسَ وحيرةٍ وقلق ٍ، ليدعونَ إلى التسائل ِ: ما الذي جنوهُ من إعراضهم عن الدين ِ غيرَ الهمِّ والغمِّ والنكدِ!، ولمذا كفرَ هؤلاءِ بالإسلام ِ، ثمّ آمنوا باليهودِ وبقوّتهم، وأصبحوا صفّاً واحداً مع اليهودِ، ضدَّ العربِ والمسلمينَ!.

إنّ انتشارَ الإلحادِ والرّدةِ ورواجهما، لا يعني بحال ٍ من الأحوال ِ صحّةِ هذا النهج ِ، وبخاصّةٍ ونحنُ نرى كيفَ تحوّلَ هؤلاءِ إلى مسوخ ٍ، تُدارُ بيدِ اليهودِ، ويستغلّها اليهودُ لصالحهم، وكيفَ أصبحوا ضدّ شعوبهم، وضدّ أوطانهم في صفِّ الغازي والمُحتلِّ، وما انتشارُ الإلحادِ والرّدةِ، إلا مثلُ انتشار ِ السرقةِ والزنا والخنا والفجورَ، كلاهما سوءٌ وشرٌّ انتشرَ، والنّاسُ تهوى التحرّرَ، وتعشقُ التمرّدَ، وتُحبُّ الانفلاتَ، سواءً كانَ في الأخلاق ِ، أو كانَ في الأفكار ِ، وهذا هو ما يُفسّرُ لنا سببَ شرع ِ الحدودِ، والدعوة َ إلى إقامتها، ذلكَ أنّ الحدودَ حائلة ٌ بينَ النّاس ِ وبين انفلاتهم، ومانعة ٌ لهم من التمرّدِ على القيم ِ والفضائل ِ، ورادعة ٌ لهم عن كلِّ ما يسبّبُ لهم الحيرة َ والاضطرابَ ولو بدا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير