تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى.

ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:01 م]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون". "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ". يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما."

أمابعد:

قال الله تعالى {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقال سبحانه {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وفي الآية الأخيرة ردّ على المشبهة الذين شبّهواالخالق بالمخلوقات والمعطلة الذين أنكرو الأسماء والصفات أو بعضها ويتخيّلون أن إثباتها تستلزم التشبيه والفرقتان مخالفتان لكتاب الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيّين على أختلاف الأعصار ومضى السنين والأعوام إذ الحق الذي لا محيد عنه هو أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة تمرّ كما وردت من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف كصفة الرضى والغضب والعلو والعجب والسخط والمجيء والنزول,,,,,,,إلخ. قال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد (1) عند حديث النزول:" فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من النزول غير مكلفين القول بصفته أو صفة الكيفية إذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصف لنا كيفية النزول".أهـ

واحذر يا طالب الحق من التأويلات الفاسدة التي يأباه المعقول و اللسان العربي الأصيل كتأويل اليدين في قوله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} بالقدرتين. قال الإمام الصابوني في كتابه (2) (عقيدة السلف أصحاب الحديث):" ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة الجهمية أهلكهم الله ولا يكيفونهما بكيف أو شبهما بأيدى المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله".أهـ وقد أنكر أيضا بهذه التأويلات الحافظ ابن حجر راجع [فتح البارئ15/ 349 - -350]

في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}:

سئل الإمام مالك في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال في ذلك كلاما مشهورا عنه: الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". يروى أيضا عن شيخه ربيعة.

قلت: الإستواء هو العلو والإرتفاع وقد اتفق أهل السنة أنه سبحانه فوق العرش إستوى , أحاط بكل, ويعلم كل شيء, أسفل الأرض السابعة وفي قعور البحار وبطون الأودية لا {تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.قال الإمام ابن عبد البر في كتابه التمهيد (3) عند شرحه لحديث النزول:" فيه دليل على أن الله جلّ وعلا في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو حجّتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله في كلّ مكان".أهوقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد علي بشر المريسي (4):" وقدإتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سماواته".أهـ

هل لله مكان؟؟:

لم يرد في الكتاب ولا السنة النبوية إثبات لفظ المكان ولا نفيه وكذاالجهة ولم ينقل عن السلف بهذه الألفاظ نفي ولا إثبات بل هو قول بعض المتكلمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير