تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المفسّر القرطبي في ا لجامع لأحكام القرآن (5):"والأكثر من المتقدمين والمتأخرين -- يعني المتكلمين -- أنه وجب تنزيه البارى سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم , لأنه يلزم من ذلك عندهم متى إختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز, ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للتحيز والحدوث. هذا قول المتكلمين وقد كان السلف رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك".أهـ

ثم رأيت الذهبي قد علّقه على كلام القرطبي فقال في كتابه (العلو للعلي العظيم) (6):قلت: نعم هذا مااعتمده نفاة علو الرب عزّ وجلّ وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق , وإنما يلزم ماذكروه في حق الأجسام والله تعالى فلا مثل له, ولازم صرائح النصوص حق ولكنّا لا نطلق عبارة إلاّ بأثر, ثم نقول: لانسلم كون البارئ تعالى على عرشه فوق السماوات يلزم منه أنه في حيزوجهة إذ مادون العرش يقال فيه حيز وجهات ومافوقه فليس هو كذلك والله فوق عرشه كماأجمع عليه الصدر الأول ونقله عنه الأئمة,,,,,".أهوقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية (7):" ومعلوم أنه ليس في النصّ إثبات لفظ الجهة ولانفيه".أهـ

أصل إنحراف أهل البدع والطوائف المنحرفة:

وأصل إنحراف أهل الضلال يرجع إلى عدم الرجوع إلى ماكان عليه سلف هذه الأمة وإجلالهم لأقوال المتأخرين والتعلق بشطحات الخلف قال الإمام السفاريني (8):" إنه من المحال أن يكون الخالفون أعلم من السابقين كما يقوله بعض من لاتحقيق لديه - ممن لا يقدر السلف ولا عرف الله تعالى حق المعرفة ولارسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأثور بها -- من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهؤلاء إنماأوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميّين وأن طريقة الخلف هي إستخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات فهذاالظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور وقد كذبوا وافكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم"أهـ

ذم أهل الكلام والفلسفة:

قال ابن الصلاح المحدث صاحب (علوم الحديث) في من يشتغل بالمنطق والفلسفة (9):" الفلسفة أسّ السفه والإنحلال ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة الؤيّدة بالبراهين ومن تلبس بها قارنه الخدلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم".أهـ

واعلم أن قلوب أهل الكلام في ضنك ووحشة شديدة وهم قد ابتلوا بالشك كما أن أهل الإرادات من أهل التصوف إبتلي بالشطح والسعيد من لزم طريق السلف.

يقول الإمام الشوكاني في (إرشاد الفحول) "10:" ومن أمعن النظر في أحوال العوام وجد إعتقادها صحيحا فإن كثيرا منهم تجد الإيمان في صدره كالجبال الرواسي ونجد بعض المتعلقين بعلم الكلام المشتغلين به الخاضعين في معقولاته التي يتخبط فيها أهلها لا يزال ينقص إيمانه وتنقص منه عروة عروة فإن أدركته الألطاف الربانية نجاوإلا هلك ولهذا تمنى كثير من الخاضين في هذه العلوم المتبحّرين في أنواعها في آخر عمره أن يكون على دين العجائز ولهم في ذلك من المنظومة والمنثورة ما يخفى عمن له إطلاع على أخبار الناس".أهـ

يقول أحد كبارهم وهوا لرازى:

نهاية إقدام العقول عقال::::::::::::::::::::وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا::::::::::::::::وغاية دنياناأذىووبال

ولم نستفذ من بحوثنا طول عمرنا:::::::::::::::سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

ثم يقول (11):لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي {ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهـ

وفي الختام::

هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم في ما يتعلق بالصفات فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه / جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي

_____

1) كتاب التوحيد (1/ 290).

2) عقيدة السلف ص

3) التمهيد (7`/128)

4) نقض الإمام أبي سعيد علي بشر المريسي (1/ 340)

.5) ا لجامع لأحكام القرآن (7/ 219)

6) العلو للعلي العظيم (2/ 1378).

7) التدمرية ص45)

8) من مقدمة (أقاويل الثقات).

9) سير أعلام النبلاء (23/ 143)

10) إرشاد الفحول ص444

.11) راجع [سير أعلام النبلاء21/ 501].

(درء التعارض والنقل1/ 159 والفتاوى 4/ 71.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير