تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنه لا يكون في أسمائه المنان.

وقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه لرجل ودعه: قل يا دليل الحائرين دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين وقد أنكر طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر وأبي الوفاء بن عقيل أن يكون من أسمائه الدليل لأنهم ظنوا أن الدليل هو الدلالة التي يستدل بها والصواب ما عليه الجمهور؛ لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول , ولو كان الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضا فهو دليل من الوجهين جميعا , وأيضا فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [إن الله وتر يحب الوتر] وليس هذا الإسم في هذه التسعة والتسعين وثبت عنه في الصحيح أنه قال [إن الله جميل يحب الجمال] وليس هو فيها , وفي الترمذي وغيره أنه قال [إن الله نظيف يحب النظافة] وليس هذا فيها , وفي الصحيح عنه أنه قال [إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا] وليس هذا فيها , وتتبع هذا يطول ولفظ التسعة والتسعين المشهورة عند الناس في الترمذي (الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الجميل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحليم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد) ويروى (الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المعطي المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ومن أسمائه التي ليست في هذه التسعة والتسعين اسمه (السبوح) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول [سبوح قدوس] واسمه (الشافي) كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول [أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت , شفاء لا يغادر سقما] وكذلك أسمائه المضافة مثل (أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ومقلب القلوب) وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة , وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين , وليست من هذه التسعة والتسعين اهـ. إلا أن ابن تيمية مرة في الفتاوى 8/ 96 انتقد تسمية الله بالمنتقم، وتكلم عن قول الوليد بن مسلم، مع أنه أقر اسم (الدليل) لله تعالى كما مر سابقا، والله أعلم.

ي ـ ابن القيم في النونية ذكر (الرشيد والحسيب والكفيل والمحيي والمميت والمغيث والمنتقم والمنعم) والسعدي في تفسيره (الرشيد والمبدئ والمعيد) وبعضها مأخوذة من الفعل مثل (المحيي والمميت).

ك ـ قول أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد فقد ذكر أسماء منها (المحيي المميت الباعث الطالب الغالب المثيب المعاقب).

ل ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ذكر في كتاب التوحيد: باب التسمي بقاضي القضاة، وأن هذا الاسم لا يجوز؛ لأنه مشابهة لله في أسمائه , ومثل ما جاء في الدرر1/ 327 عن الحفيد عبد الرحمن قال شيخنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - من أعجب العجائب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغالب ستة أصول، بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام , ثم ذكرها اهـ.

ثم يقال لمن منع: أليس في باب الخبر تقول (إن الله هو باعث الخلق وهو الباقي الذي لا يزول وهو المحيي للنفوس وللموتى وهو القاضي بين عباده يوم القيامة).

هذا الكلام يسمونه خبرا وجاز عندهم مع أن فيه: الباعث والباقي والمحيي والقاضي، فنقول: هذه الأربعة إما فعل أو اسم أو حرف ولا بد؟ ولا شك أنها أسماء، فإن قالوا هذا باب الخبر ويجوز فيه ما لا يجوز في غيره , قلنا: ما الدليل من الكتاب والسنة؟ ثم نقول إذن وافقتم أنها أسماء في باب الخبر , فوافقتم في أصل المسألة.

فإن قالوا: هذا اسم صفة أو اسم وصف، قلنا: إذن أنتم وافقتم على مسمى أنها اسم , لكن خالفتم في الزائد أو في النوع , فلا بد أن يوافقوا في أصل المسألة , قال المصنف في الفتاوى 6/ 142: ويفرق بين دعائه والإخبار عنه , فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى , وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء , لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء وإن لم يحكم بحسنه , مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد , فهو من الأسماء الحسنى , وكذلك المريد والمتكلم , فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى: محمود ومذموم , فليس ذلك من الأسماء الحسنى , بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك , فإن ذلك لا يكون إلا محمودا اهـ. المقصود , فانظر إلى أنه جعل اسم (شيء) من الأسماء في باب الخبر، وموجود اسم في باب الخبر فقط، والموجود عند الشدائد اسم في باب الدعاء.

القول الثاني: وهو قول المتأخرين من السلف , وهو شبه إجماع عند المتأخرين، وأكثر من قعّده ابن القيم - رحمه الله - ولا يكاد يشذ أحد في هذا العصر على أنه لا يؤخذ من الصفات ولا من الأفعال أسماء، ولذا ينكرون التسمية (بالباقي أو الباعث وأمثالها) ويقولون: إن الأصل هو الأسماء , وإن الأسماء توقيفية كما جاء في القاعدة ويستدلون بحديث [كل اسم سميت به نفسك] لابد أن يكون الله هو الذي سمى نفسه، لا أن الخلق سموه به.هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير