تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حيث يقول أهل السنة أنه من ولد الحسن، بينما يزعم الشيعة أنه من ولد الحسين، ففي ص123 حاول أن يجمع بين القولين بقوله "وذلك بأن يولد المهدي من أب ينتهي نسبه إلى الحسن وأمه ينتهي نسبها إلى الحسين " فياليت شعري وذكرني بقصة الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحجل ففشل، و بعدما اقتنع بفشله حاول أن يعود إلى مشيته الأصلية فلم يقدر لأنه نسيها، فصار يتعثر كلما حاول المشي.فأضاع الغراب مشيته الأصلية و لم يستطع أن يقلد مشية الحجل. وظني أن المؤلف قد أضاع في كتبه ما حبى الله تعالى أهل السنة من حفظ الأحاديث وعلم الأسانيد وتنقية الغث من السمين حتى اتجه إلى كتب الشيعة التي جمعت وأوعت في كل أمر مستشنع!

ثامنا: فهمه المغلوط للكثير من الروايات الصحيحة، التي حرف معانيها ونقل مايناقضها، فأتى بالعجائب وما لا يدرك مراد الكاتب من إيراده:

مثال: أورد في ص142 حديث أحمد - وبما أنه حسن الإسناد علق عليه أنه حديث حسن - "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية"

ثم علق قائلا: ومدينة هرقل هي روما! ولا أدري هل هو سبق قلم كبقية الكتاب أم أنه تفسير جديد في ثوب قشيب! رسول الله عليه السلام يقول مدينة هرقل هي القسطنطينية والأخ منصور يقول مدينة هرقل هي روما! فأيهما نصدق؟

تاسعا: صرف حقيقة اللفظ عن حقيقته اللغوية إلى معنى آخر خيالي لا يحتمله النص:

الأصل في الكلام أنه يحمل على الحقيقة حتى تأتي قرينة تصرف النص عن ظاهره

مثال: قال في ص 169: "بالتالي يكون حمار الدجال طائرة ذات مواصفات خاصة تشبه ما يطلق عليه الطبق الطائر "!

فأقول للأخ منصورمن أين لك هذا التشبيه البديع و هذا الخيال المصطنع؟

ثم لماذا تغاضيت عن نقولات أخرى صرحت أن حمار الدجال كثير الهلب:أي كثير الشعر الغليظ، كما ذكر صاحب فتح القدير مرسلا!

فهل نأخذ بكلام الامام المناوي المرسل الذي هو أقرب إلى حقيقة لفظ الحديث أم نأخذ بكلامك الذي ربما لم يسبقك له أحد إلا في ضروب النخييل و الخيال والتخيلات!

وما قولك بهذه الرواية المعنعنة في فيض القدير: وعن أمير المؤمنين علي أن طول الدجال أربعون ذراعا بالأذرع الأولى تحته حمار أقمر أي شديد البياض طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعا ما بين حافر حماره إلى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة تطوى له الأرض منهلا منهلا يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها يخوض البحر إلى كعبيه؟

وما الذي يمنع أن نأخذ بظاهرها!

وهل هناك مانع أن يتقول قائل ويدعي أن براق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا مركبة مكوكية طائرة ذات قوائم وخد وأذنين لا نعلم كينونتها، نظرا لأن الصحابة لم يفقهوا معنى البراق الحقيقي إلا بهذه الطريقة المجازية؟

عاشرا: لا يطمئن القارئ إلى كلام الأخ منصور في هذا الكتاب وفي غيره من الكتب التي سارت على هذا المنوال بسبب أنه غير متخصص

فهو - هداه الله - جماع لكل ما وقع تحت يديه، سنة، شيعة، خوارج، مسشترقين ألمان، توراة، انجيل، وهلم جرا، وهذا سهل جدا في هذا العصر ولا يحتاج إلى مزيد جهد فكبسة الزر الآن استبدلت باللمس و"التج"!، ولا يزال الأخ منصور في بداية الطريق حيث أنه شاب لم يجاوز الثلاثين من العمر ولا نعلم على يد أي شيخ تلقى علومه وخصوصا علم الحديث ومصطلحه!

ولا أدري لماذا يشتكي الأخ منصور من الذين انتقدوه في خاتمته وأنهم لم يتأدبوا بأدب الإسلام!، بل أقول أن لهم العذر في ذلك حيث أن المفترى عليه هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كتبت هذا الرد في سويعات قليلة، وأنا لست بعالم ولا أقارب هذه المنزلة أبدا بل أنا خادم لطلبة العلم، فما بالك لو قرأ كتابك عالم متخصص في الحديث وفقهه ماذا كان سيقول؟ ولقد كتبت هذا المقال بإشارة من أحد الأخوة الذي حادثته في الموضوع فاقترح علي أن ألخص ما وجدته في هذا الكتاب من مخالفات وأعرضها على القراء حتى أحذر من هذا الشرر المتطاير، وأوفر على القراء عناء قراءة مثل هذه الكتب المحدثة التي تريد منا الهروب من الواقع الذي نعيشه إلى عالم آخر محبوك حبكة أفلاطونية مثالية، تصيب القراء بالشلل على أمل أن يأتي المهدي ويحقنهم بالحقنة المضادة للشلل!

ختاما أقول أن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة غنية في أخبار المهدي التي تواترت معانيها في السنة، فالرجوع في فهم هذا النصوص هو إلى أهل العلم والفضل وليس إلى الهواة والمبتدئين، فلا يغتر بطبعة الكتاب وجمال تجليده، إذا كان من داخله يفيض قيحا وصديدا! و مثل هذه الكتب وأخواتها تعتبر كتب دخن و تشويش، بسبب ضبابية منهجها وغرق مؤلفيها في قيعان الجهل المركب … وفاقد الشيء لا يعطيه!

أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي ويتجاوز عن سيئاتي ويغفر لي ولجميع إخواني المسلمين ويهدي المؤلف إلى طريقة أهل الحق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير