ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 06:47 م]ـ
أخي الكريم عبدالله، هذا الموضوع قد قتل بحثا بالنسبة لي، وعلى حال كلام ابن عبدالبر ليس في حديث الآحاد الذي احتفت به القرائن، فهو قد أطلق كلامه بقوله:
الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم
فالآن أنت المطالب بأن تأتي بدليل يقيد ما أطلقه هنا ومن كلامه هو لا من كلام غيره، لأنك تريد أن توثق قولا لقائله، وعلى كل حال لو فرضنا أن ابن عبدالبر يقصد الخبر المحتف بالقرائن، فقول كثير من العلماء كالنووي وغيره أن خبر الآحاد يفيد الظن مطلقا!
وقول ابن عبدالبر في خبر الآحاد وأنه يفيد الظن مطلقا مشتهر عند طلبة العلم والعلماء، وقد كانوا يوردونه ليردوا عليه .... فراجع يا أخي الكريم كلام العلماء في الرد عليه ...
وإليك ملخصا مفيدا نقلته لك من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
أقول الخلاصة في خبر الواحد العدل هل يفيد العلم والظن؟
الجواب: أن خبر الواحد العدل نوعان:
1 - أن تتلقاه الأمة بالقبول: تصديقًا وعملا به وجمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة من الأولين والآخرين، فهذا محصل للعلم مفيد لليقين، أما لسلف فلم يكن بينهم نزاع بل هم متفقون، وأما الخلف فهو مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة وهذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء.
وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وقرره ونصره ابن القيم والحافظ ابن الصلاح والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وهو قول ابن حزم واختيار أحمد شاكر وهو الصواب.
وذهب طائفة إلى أنه يفيد الظن ولا يفيد العلم، كابن الباقلاني ومن تبعه مثل أبي المعالي الجويني والغزالي وابن عقيل وهو قول النووي وابن عبد البر في كتابه التمهيد، وهو قول أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج. انتهى
السبب في دعواي أن ابن عبدالبر إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن هو نقله عن الجمهور أنهم يقولون بظنيته
وهذا لا ينطبق إلا على الخبر الذي لم تحتف به القرائن
وإلا فابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 07:04 م]ـ
السبب في دعواي أن ابن عبدالبر إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن هو نقله عن الجمهور أنهم يقولون بظنيته
وهذا لا ينطبق إلا على الخبر الذي لم تحتف به القرائن
وإلا فابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين
منابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام لا تمنع أنه يقول بظنية خبر الآحاد مطلقا، سواء احتفت به القرائن أم لم تحتف. هذا هو مذهبه، وهذا ما اشتهر عنه عند العلماء وطلبة العلم، وما نقلته من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي يثبت ذلك.
وجزاك الله كل خير ووفقك وإياي إلى سبيل الحق
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 07:14 م]ـ
قد بينت لك سبب قولي
والشيخ الراجحي ليس معصوماً
وقولي بأن ابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين عنيت به أنه من أبعد الناس عن الإعتداد بمذاهبهم فكيف ينسب قولهم للجمهور
وفي عصره لم يقل بهذا القول إلا الجهمية والمعتزلة وبعض الأشاعرة
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:57 م]ـ
أخي الكريم عبدالله،
ممكن تأتي لي بقول ابن عبدالبر من أن حديث الأحاد الذي احتفت به القرائن يفيد القطع؟
أو على الأقل تأتيني بقول عالم نسب مثل هذا القول لابن عبدالبر؟
أتيتك بقول من هو أعلم مني ومنك، فيا ليتك ترده بدليل ظاهر من قول ابن عبدالبر أو بكلام عالم يوجه كلام ابن عبدالبر!
لأن استدلالك بمنابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام يشبه الاستدلال بمفهو المخالفة عند وجود النص!
فقوله الموثق المعروف عنه أنه قال عن خبر الأحاد - مطلقا وبدون التفصيل الذي ذكرته أنت -:
الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:31 ص]ـ
أنا لم أستدل بمنابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام بشكل مستقل إنما ذكرتها على أنها قرينة
وذكرت قرينة أخرى أقوى منها وهي نسبته القول بظنيتها لعامة أهل الفقه وهم لا يقولون بهذا إلا في الخبر العاري عن القرائن
ولو حملنا كلام ابن عبدالبر على فهم الشيخ الراجحي لكان ابن عبدالبر غالطاً على الجمهور
وكيف يقع هذا منه وهو من أعلم الناس بمقالات الناس؟
هذا بعيد وأقرب منه أن نقول أنه تكلم عن الخبر الذي لم تحتف به القرائن
ومما يدل على أنه إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن ذكره لمذهب الكرابيسى وابن خويز منداد على أنه مخالفٌ لمذهب الجمهور
وهذان قالا بأن خبر الآحاد يفيد العلم وإن لم تحتف به القرائن فتأمل هداك الله
ومطالبتك لي أن آتي بقول عالم نسب هذا القول لابن عبدالبر أقلبه عليك وأطالبك بأن تأتيني بعالمٍ واحد _ قبل الراجحي _ نسب هذا القول لابن عبدالبر
ثم إن ما نقلته عن الشيخ الراجحي عن إمام الحرمين والغزالي ليس اطلاقه
قال الحافظ في النكت: " الخبر المحتف بالقرائن يفيد العلم النظري وممن صرح به إمام الحرمين والغزالي، والسيف الآمدي وابن الحاجب ومن تبعهم "
قلت: والغزالي له قول آخر في المسألة وأما الجويني فلم أقف له على نص غير الذي نقله الحافظ
¥