ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 03:32 م]ـ
وذكرت قرينة أخرى أقوى منها وهي نسبته القول بظنيتها لعامة أهل الفقه وهم لا يقولون بهذا إلا في الخبر العاري عن القرائن
يقول الحافظ ابن عبد البر:
(اختلف أصحابنا - يعني المالكية - وغيرهم في خبر الواحد العدل؟
هل يوجب العلم والعمل جميعاً؟
أو يوجب العمل دون العلم؟
قال: والذي عليه أكثر أهل الحذق منهم أنه يوجب العمل دون العلم، وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر
ولا يوجب العلم عندهم إلا بما شهد به الله، وقُطع به العذر لمجيئهِ مجيئاً لا اختلاف فيه. قال: والذي نقول به إنه يوجب العمل دون العلم. انتهى
قرأ الشيخ الرجحي هذا الكلام الواضح كالشمس، حيث بين ابن عبدالبر مذهبه في حديث الآحاد - دون ذكر التفاصيل التي ذكرتها من قرائن أو غير قرائن - وذكر ما نقلته لك آنفا من مذاهب العلماء في خبر الآحاد، فبأيهما نأخذ؟
بكلام الشيخ أم بكلامك الذي لم تنقل لنا فيه كلام ابن عبدالبر حرفيا (حيث أنك تنقل أنه رد على أهل البدع ولا تنقل نص كلامه!)
ومطالبتك لي أن آتي بقول عالم نسب هذا القول لابن عبدالبر أقلبه عليك وأطالبك بأن تأتيني بعالمٍ واحد _ قبل الراجحي _ نسب هذا القول لابن عبدالبر
إجابة السؤال لا تكون بسؤال أو بقلب طاولة، بل إن كلام ابن عبدالبر المذكور أعلاه يرد على ما ذكرته أنت ولم تأتني بمعارض صريح له، كل ما أوردته مفاهيم مخالفة لا ترقى للاحتجاج.
على كل حال ليس هناك كبير فائدة من إثبات كونه قال بالظنية المطلقة أو بغيرها، فالمذاهب قد قررت وانتهى الأمر، وليس هناك كبير فائدة ترجى من البحث والبحث والبحث ومحاولة قراءة السراب ما بين السطور. وإلى أن تأتي بكلام ابن عبدالبر المناقض لما ذكرته ونقلته من كلام الراجحي، فلكل حادث حديث.
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:41 ص]ـ
أي طاولة؟!! (ابتسامة)
أنت تكرر الكلام وتعرض عن جميع القرائن التي ذكرتها
ولعلي لو كررت القرينة الأخيرة بلفظ آخر لكان أوضح
لو كان ابن عبدالبر يتكلم عن الخبر المختف بالقرائن لنقل ثلاثة أقوال بدلاً عن قولين
ولو كان يتكلم عن المحتف بالقرائن لنقل إفادته للعلم عن غير الكرابيسي وابن خويز منداد _ وهما يقولان بإفادته للعلم مطلقاً _
على كل حال
جزاك الله خيراً على اتساع صدرك لي
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، المناقشة مع طلبة العلم - من أمثالك - لا تخلو من فائدة وبحث واطلاع على أمور جديدة، وهذه إيجابية محمودة.
لو كان ابن عبدالبر يتكلم عن الخبر المختف بالقرائن لنقل ثلاثة أقوال بدلاً عن قولين
أخي الكريم، لقد التبس الأمر علي، فلم أعد أدري عن أي كلام لعبدالبر تقصد؟
أنا طلبت منك في الأعلى أن تنقل لي - لو تفضلت - رده على أهل البدع في حديث الآحاد؟
فلعله كلام لم اطلع عليه وعند عرضه تكتمل الصورة ويحرر موضع الخلاف جيدا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 02:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، المناقشة مع طلبة العلم - من أمثالك - لا تخلو من فائدة وبحث واطلاع على أمور جديدة، وهذه إيجابية محمودة.
أخي الكريم، لقد التبس الأمر علي، فلم أعد أدري عن أي كلام لعبدالبر تقصد؟
أنا طلبت منك في الأعلى أن تنقل لي - لو تفضلت - رده على أهل البدع في حديث الآحاد؟
فلعله كلام لم اطلع عليه وعند عرضه تكتمل الصورة ويحرر موضع الخلاف جيدا.
جزاك الله خيراً أنا شاكرٌ لك كرمك معي فقد أخرجتك عن الموضوع الأساسي
والذي يظهر أني لم أحسن التعبير عن قصدي جيداً
تعلم أخي بارك الله فيك أن للعلماء ثلاثة أقوال في مسألة إفادة خبر الآحاد للظن
فمنهم من قال يفيد الظن مطلقاً
ومنهم من قال يفيد العلم مطلقاً
ومنهم من قال يفيد العلم إذا احتفت به القرائن
إذا نظرنا إلى كلام ابن عبدالبر فسنجد أنه لم يذكر إلا قولين فقط
فهذا يدل والله أعلم أنه كان يتكلم عن الخبر الذي لم تحتف به القرائن وإلا لو كان يتكلم عن الخبر الذي احتفت به القرائن لذكر قول من قال بإفادته للعلم
ويبعد القول بأن ابن عبدالبر لم يقف على مقالات القائلين بأن خبر الآحاد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم
فإنه قد وقف على مقالة من أهم أقل منهم عدداً وهم القائلين بأنه يفيد العلم مطلقاً
ولنعد إلى القرينة القديمة وهي أن نسب القول بأن خبر الآحاد يفيد الظن إلى الجمهور وهذا لا يصدق إلا على الخبر العاري عن القرائن
وأنا لم أزعم أن ابن عبدالبر يقول بأن خبر الآحاد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم، ولكني ادعيت أن في كلامه قرائن تدل على أنه إنما يتكلم عن الخبر المجرد عن القرائن
هذا وبارك الله فيك
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 09:40 م]ـ
إذا نظرنا إلى كلام ابن عبدالبر فسنجد أنه لم يذكر إلا قولين فقط
جزاك الله خير أخي الكريم
وعلى كل حال إعراض ابن عبدالبر عن ذكر القول الثالث له أسباب محتملة كثيرة، وإذا تطرق الاحتمال سقط الإستدلال، بل لا يمنع أن يقول قائل أن ابن عبدالبر اعتبر ذلك قولا شاذا فلم يورده، أو ربما لم يعلمه لعدم شيوعه وجل من لا يسهو ..... إلخ من هذه الأسباب.
ولنعد إلى القرينة القديمة وهي أن نسب القول بأن خبر الآحاد يفيد الظن إلى الجمهور وهذا لا يصدق إلا على الخبر العاري عن القرائن
هذا غير دقيق أخي الكريم، فكثير من الأقوال التي يتباناها بعض العلماء يدعي البعض أنها قول الجمهور أو عليها إجماع وهي ليست كذلك، بل ربما قصد قائلوها جمهور المحدثين أو جمهور الفقهاء أو جمهور المحدثين أو جمهور السلف!
والله أعلم بالصواب