تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاء في بعض الأحاديث أن بعض الصحابة رضي الله عنهم شربوا دم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الروايات أنه أقرهم على ذلك، وفي بعضها أنه أنكر عليهم، ولم أجد في شيء من الروايات اللفظ المذكور في السؤال: (سرت فيك النبوة)، ونذكر هنا هذه الأحاديث وحكم العلماء عليها:

1 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:

(أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عَبدَ اللَّهِ اذهَب بِهَذَا الدَّمِ فَأَهرِقهُ حَتَّى لا يَرَاهُ أَحَدٌ.

فَلَمَّا بَرَزَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ.

فَقَالَ: يَا عَبدَ اللَّهِ مَا صَنَعتَ؟

قَالَ: جَعَلتُهُ فِي أَخفَى مَكَانٍ ظَنَنتُ أَنَّهُ يَخفَى عَلَى النَّاسِ.

قَالَ: لَعَلَّكَ شَرِبتَهُ.

قَالَ: نَعَم.

قَالَ: وَلِمَ شَرِبتَ الدَّمَ؟! وَيلٌ لِلنَّاسِ مِنكَ وَوَيلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ)

رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 414)، والبزار في مسنده (6/ 169)، والحاكم في المستدرك (3/ 638)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 67)، ولكن بلفظ: (ما تلقى أمتك منك!)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 163)

جميعهم من طريق هنيد بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به.

وهنيد بن القاسم: ترجمته في "التاريخ الكبير" (8/ 249) وفي "الجرح والتعديل" (9/ 121) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 515) ولم يعرف روى عنه إلا موسى بن إسماعيل.

ومثل هذا الراوي يعتبر في عداد المجاهيل، ولكن يحسن حديثه إن تابعه أو شهد له ما يقويه، وقد جاء عن بعض أهل العلم ما يدل على توثيقه وقبول حديثه:

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 30):

" وفي إسناده الهنيد بن القاسم، ولا بأس به، لكنه ليس بالمشهور بالعلم " انتهى.

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/ 366):

" ما علمت في هنيد بن القاسم جرحة " انتهى.

وللحديث طريق أخرى رواها الدارقطني (1/ 228)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 162) من طريق:

محمد بن حميد ثنا علي بن مجاهد ثنا رباح النوبي أبو محمد مولى آل الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: أنها ذكرت قصة شرب عبد الله بن الزبير ابنها دم النبي صلى الله عليه وسلم أمام الحجاج، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم له: لا تمسك النار.

قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (1/ 31):

" وفيه علي بن مجاهد وهو ضعيف " انتهى.

وعلي بن مجاهد هذا هو الكابلي، كذبه يحي بن الضريس، ويحي بن معين، كما في الميزان، وقال فيه الحافظ في التقريب: " متروك، من التاسعة، وليس في شيوخ أحمد أضعف منه "

وفيه أيضا رباح النوبي، قال الحافظ: " لينه بعضهم، ولا يُدْرَى من هو " [لسان الميزان 2/ 443].

وبهما أعله العظيم آبادي في التعليق المغني، قال (1/ 425): (قوله: " علي بن مجاهد، حدثنا رباح النوبي "، هما ضعيفان لا يحتج بهما).

وفيه أيضا: محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف، كما في التقريب وغيره.

كما رواه في جزء الغطريف ـ كما قال ابن حجر في الإصابة (4/ 93) والتلخيص الحبير (1/ 32)) ـ ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 162):

عن أبي خليفة الفضل بن الحباب نا عبد الرحمن بن المبارك نا سعد أبو عاصم مولى سليمان بن علي عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير قال أخبرني سلمان الفارسي ... وذكر القصة، وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن الزبير: لا تمسك النار إلا قسم اليمين.

فيظهر من مجموع هذه الروايات أن قصة شرب عبد الله بن الزبير دم النبي صلى الله عليه وسلم لها أصل، والله أعلم.

2 - سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال:

(احتجم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال لي: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير، أو قال: الناس والدواب. قال: فتغيبت به فشربته. قال: ثم سألني فأخبرته أني شربته، فضحك)

رواه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 209)، وابن عدي في الكامل (2/ 64)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 67)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 81)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير