تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلهم من طريق ابن أبي فديك عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده.

قال ابن كثير في "الفصول في السيرة" (300):

" فإنه حديث ضعيف لحال بُريه هذا، واسمه إبراهيم؛ فإنه ضعيف جدا " انتهى.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله "السلسلة الضعيفة" (1074):

" وهذا سند ضعيف، وله علتان:

الأولى: عمر بن سفينة، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال البخاري: إسناده مجهول.

وأورده العقيلي في الضعفاء (282) وقال: " حديث غير محفوظ ولا يعرف إلا به "

والأخرى: ابنه بُرَيه – مصغرا -، واسمه إبراهيم، أورده العقيلي أيضا (61) وقال: لا يتابع على حديثه. وقال ابن عدي في "الكامل" (2/ 64): له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت، ولم أجد للمتلكمين في الرجال لأحد منهم فيه كلاما، وأحاديثه لا يتابعه عليها الثقات، وأرجو أنه لا بأس به "

وقال الذهبي في الميزان: ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. وقال أيضا: وتفرد بُرَيه عن أبيه بمناكير "

والحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام"، وسكت عليه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" فلم يُجِد " انتهى كلام الألباني.

3 - سالم أبو هند الحجام رضي الله عنه.

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 30):

" رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث سالم أبي هند الحجام قال:

حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغت شربته، فقلت: يا رسول الله شربته. فقال: ويحك يا سالم، أما علمت أن الدم حرام! لا تَعُد)

وفي إسناده أبو الحجاف، وفيه مقال " انتهى.

4 - غلام لبعض قريش.

عن نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(حجم النبيَّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدم، فذهب به من وراء الحائط، فنظر يمينا وشمالا، فلما لم ير أحدا تحسى دمه حتى فرغ، ثم أقبل، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، فقال: ويحك ما صنعت بالدم؟ قلت: غيبته من وراء الحائط. قال: أين غيبته؟ قلت: يا رسول الله! نفست على دمك أن أهريقه في الأرض، فهو في بطني. قال: اذهب فقد أحرزت نفسك من النار)

ذكره ابن حبان في المجروحين (3/ 59) في ترجمة نافع أبي هرمز وقال: روى عن عطاء نسخة موضوعة، وذكر منها هذا الحديث.

5 - مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 31):

" وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2/ 221) من طريق عمر بن السائب أنه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم مص جرحه حتى أنقاه ولاح أبيض، فقيل له: مُجَّهُ. فقال: لا والله لا أمُجُّهُ أبدا. ثم أدبر فقاتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. فاستشهد " انتهى.

الخلاصة أن أصح ما ورد في شرب الصحابة بعض دم النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما جاء من شرب عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، على ما مر من الكلام في سنده، ولم يصح عن أحد غيره.

ثالثا:

فكيف يوفق العلماء بين ما تقرر من نجاسة الدم، وبين شرب عبد الله بن الزبير دم النبي صلى الله عليه وسلم الشريف؟

قالوا: ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بها في الحكم عن سائر الأمة، وهي خصوصيات كثيرة جمعها أهل العلم في مجلدات، مثل الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى"، فقد نص بعض أهل العلم على طهارة دمه الشريف صلى الله عليه وسلم اعتمادا على قصة عبد الله بن الزبير.

انظر الشفا (1/ 55) ومغني المحتاج (1/ 233) وتبين الحقائق (4/ 51) وإن كان نقل في المجموع (1/ 288) عن جمهور الشافعية القول بنجاسة دم النبي صلى الله عليه وسلم كسائر الدماء.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/81692

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 09, 06:07 ص]ـ

لعل الصواب أن يقال أن شرب الدم لم يصح عن أحد من الصحابة، فالأمر على عمومه. والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير