تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع معرفتنا بأن جاهه? عند ربه عظيما لا يلزم أن نتوسل به إلى الله تعالى، لعدم ثبوت الأمر عنه ?؛ ويوضح ذلك أن الركوع والسجود من مظاهر التعظيم وبعض الكفار كانوا وما زالوا يفعلونه لملوكهم، ومع هذا لا يجوز لنا باتفاق المسلمين أن نركع ونسجد للنبي ? في حياته أو بعد مماته، فهل يقول قائل إننا حين نمنع الركوع والسجود للنبي ? ننكر جاهه ? وقدره؟ كلا ثم كلا. فكذلك حين نمنع التوسل بجاهه ليس معناه أننا ننكر جاهه وقدره، لكننا منعناه لأنه لم يثبت في الشرع فحسب.

8 - أثران ضعيفان:

بعد فراغنا من إيراد الأحاديث الضعيفة في التوسل يحسن بنا نورد ما يتمسك به المجيزون للتوسل البدعي من آثار.

أ - أثر الاستسقاء بالرسول ? بعد وفاته:

قال الحافظ في الفتح (2/ 397): " وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري وكان خازن عمر قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة".

وجوابها من وجوه:

- عدم التسليم بصحتها؛ لأن في إسنادها "مالك الدار" مجهول الحال، وتصحيح الحافظ لإسناد الأثر هو تصحيح له إلى أبي صالح فقط؛ فإنه قال: بإسناد صحيح من رواية أبي صالح عن مالك الدار، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسناد من عند أبي صالح، ولقال رأسا " عن مالك الدار ... وإسناده صحيح، ولكنه تعمد ذلك ليلفت النظر إلى أن ها هنا شيئا ينبغي النظر فيه.

- مخالفتها لما ثبت استحبابه من إقامة صلاة الاستسقاء من أجل نزول الغيث، والإكثار من الدعاء والاستغفار، وهذا كان دأب السلف الصالح ولم ينقل عنهم الالتجاء إلى قبر النبي ? وطلب السقيا منه.

- لو سلمنا بصحة إسنادها فلا حجة فيها؛ لأن مدارها على رجل مجهول لم يسم، وتسميته بلال بن الحارث في رواية سيف- وهو ابن عمر التميمي- لا يعول عليه لأنه ضعيف باتفاقهم.

- ليس فيها التوسل بالنبي ?، بل فيها طلب الدعاء منه أن يسقى الله أمته، وهذه مسألة تتعلق بالطلب منه بعد وفاته ولم يجوزها أحد من علماء السلف الصالح.

ب - أثر فتح الكوى فوق قبر الرسول ? على السماء:

روى الدارمي في سننه (1/ 43):حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء- أوس بن عبد الله- قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق".

وهذا الأثر ضعيف لا تقوم به حجة لأمور:

- سعيد بن زيد ضيعف.

- أبو النعمان وهو محمد بن الفضل السدوسي، وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره، ولا يعلم هل سمع منه الدارمي قبل الاختلاط أم بعده.

- لو صح لم تقم به حجة لأنه موقوف وليس بمرفوع.

- وقال سيخ الإسلام: لم يكن للبيت في حياة عائشة كوة، بل كان باقيا على ما كان في عهد النبي ?، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف ... ثم قال: ولو صح لكان دليلا على أنهم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون بميت، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه.

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 09:34 ص]ـ

الحلقة الأخيرة

الشبهة الرابعة: قياس المخلوق على الخالق

قال المخالفون: التوسل بذوات الصالحين وأقدارهم أمر جائز مطلوب وله أمثلة واقعة في حياتنا، ألا ترون من كانت له حاجة عند ملك أو وزير أو عظيم لم يذهب إليه مباشرة بل يوسط من يكون معروفا لدي هؤلاء؛ لأنه لو ذهب مباشرة لما التفت إليه ولا قضيت حاجته، فكذلك ما نحن فيه! إذ أننا مذنبون مخطئون ولو قصدنا أعظم العظماء وملك الملوك سبحانه وتعالى لما قبلنا، فنحن نوسط أناسا صالحين لعل الله أن يعطينا حاجاتنا إكراما لهم.

والجواب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير