تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يضاف إلى هذا أنه إذا طلب التخفيف في المرة العاشرة (الأخيرة) وقد حط عنه خمساً خمساً فإذا حط عنه الخمس المتبقية فستبقى هذه الأمة بلا فريضة؟؟ تقوم بها، ولذلك لو سأل في المرة العاشرة التخفيف فإن حاله يدل على أنه يريد إسقاط هذه الفريضة عن هذه الأمة، وهذا لا يليق ولذلك قال [أرضى وأسلم]، وأما المرات السابقة فلعله علم بقرينة من القرائن أن ما فرض ليس من باب الجزم ويدل على هذا أن الله قد أجاب سؤاله وخفف عنه حتى وصلت إلى خمس صلوات.

جـ- ما الحكمة من فرضية الصلاة في تلك الليلة المباركة، وفي ذلك المكان الذي هو أشرف الأمكنة فوق السموات العلا.

ذكر العلماء حكمة معتبرة، وتبدو لي حكمة معتبرة لعلها أوجه مما هو موجود في الكتب والعلم عند الله.

1 - الحكمة التي ذكروها هي: أن النبي عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج رأى حال الملائكة وعبادتهم لربهم جل وعلا، فمنهم الراكع الذي لا يرفع رأسه من الركوع، ومنهم الساجد الذي لا يرفع رأسه من السجود، ومنهم القائم لله عز وجل، هكذا عبادتهم، فتطلع نبينا عليه الصلاة والسلام لهذه العبادات العظيمة التي يقوم بها الملائكة العظام، فأجاب تطلعه وحقق أمنيته فأعطاه هذه العبادات بأسرها التي يقوم الملائكة في ركعة واحدة من ركعات الصلاة ففيها قيام وفيها ركوع وفيها سجود.

أي: ليجمع الله لهذه الأمة عبادات الملائكة بأسرها في ركعة من ركعات الصلاة.

2 - والحكمة التي تبدو لي هي: أن الصلاة إنما فرضت في ذلك المكان المعتبر لما فيها من عظيم الأثر فالصلاة لها أثر في الإنسان لا يوجد هذا الأثر في غيرها من عبادات الرحمن، فالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، والزكاة والحج والصوم وهكذا ما شئت من العبادات لا يوجد في هذه العبادات أثر كأثر الصلاة من تزكية للنفس ومن داوم مراقبة الرب جل وعلا، ومن؟؟؟؟؟ بين المؤمنين في هذه الصلوات.

فإذن الآثار التي توجد في الصلاة لا توجد في غيرها، فكل يوم ينبغي أن تصلي خمس مرات ولعل الإنسان لا يمر عليه يوم ويصلي أقل من أربعين ركعة وأحياناً يزيد، فالفرائض سبعة عشر ركعة والسنة الراتبة اثنا عشرة صار المجموع 29، ثم ضم إليها قيام الليل الذي هو ثماني ركعات صار العدد 37، مع ثلاث ركعات الوتر صار العدد40 ركعة، هذا إذا لم يؤد سنة الضحى، ونافلة قبل العصر، ونافلة قبل المغرب، إذا لم يتطوع تطوعا؟؟؟؟؟ ويحيي ما بين العشاءين بالصلاة كما هو حال الصالحين.

فأنت تصلي هذا العدد في اليوم وهذا له أثر جليل، أما الصوم فيجيء شهر متواصل تصوم وينقضي، وفيه آثار عظيمة لكن ليس كأثر الصلاة، ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه – كما في موطأ مالك – يكتب إلى عماله: [إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع]، وأول ما يحاسب عليه العبد من أعمال يوم القيامة هو الصلاة، فإن صلحت نظر في سائر عمله وحوسب عليه وإلا فالويل له.

فإذن الصلاة لها أثر معتبر ومنزلة عظيمة وإذا كان الأمر كذلك فتعظيماً لشأنها فرضت في مكان؟؟؟؟ وأحسنه؟؟؟ وأغلاه وهو فوق السموات العلا من قبل الله إلى عبده محمد عليه صلوات الله وسلامه عليه مباشرة ودون أن يتخلل ذلك واسطة من جبريل أو غيره.

ثانياً: مغفرة الكبائر لأمته الذين لا يشركون به شيئاً:

ثبت في صحيح مسلم وسنن النسائي والترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [فأُعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً – أي مما أعطي – (لما رفع فوق السماء السابعة): الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحماتُ] أي غفرت المقحمات لمن لم يشرك بالله من أمته والمقحمات هي الذنوب العظيمة الكبيرة التي تقحم صاحبها وتزجه في نار جهنم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير