تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال مهم جدا في صفة العلم .... هل يعتقد أهل السنة أن علم الله تعالى يزداد شيئا فشيئا؟]

ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 04:45 م]ـ

قال الشبخ بن عثيمين رحمه الله تعالى (كما قال غيره من المفسرين) في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) (الكهف:12):

قوله: {بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ}، قد يقع فيه إشكال؟ هو: هل الله لا يعلم قبل ذلك؟

الجواب: لا، واعلم أن هذه العبارة يراد بها شيئان:

1 - علم رؤية وظهور ومشاهدة، أي لنرى، ومعلوم أن علم ما سيكون ليس كعلم ما كان؛ لأن علم الله بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع.

2 - أن العلم الذي يترتب عليه الجزاء هو المراد، أي لنعلم علماً يترتب عليه الجزاء وذلك كقوله تعالى:) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) (محمد: من الآية31). قبل أن يبتلينا قد علم من هو المطيع ومن هو العاصي، ولكن هذا لا يترتب عليه لا الجزاء ولا الثواب، فصار المعنى لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون، والثاني علماً يترتب عليه الجزاء.

أما تحقق وقوع المعلوم بالنسبة لله فلا فرق بين ما علم أنه يقع وما علم أنه وقع، كلٌّ سواء، وأما بالنسبة لنا صحيح أنَّا نعلم ما سيقع في خبر الصادق لكن ليس علمنا بذلك كعلمنا به إذا شاهدناه بأعيننا، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: "ليس الخبر كالمعاينة".

انتهى

فوقع عندي إشكال في قوله: (علم الله بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع) وقوله: (لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون)

السؤال الأول:

هل معنى ذلك أن الله تعالى عندما يعلم بالشيء بعد وقوعه، ويعلمه علم ظهور؛ يستفيد علما جديدا؛ فيلزم منه أن علمه تعالى يزداد؛ فيصير حينئذ أزيد من قبل؟

السؤال الثاني

وإذا كان ذلك كذلك؛ فهل يلزم منه أنه تعالى قد صار أكمل من قبل؟ أي أنه يترقى في مراتب الكمال؟

أرجو من الإخوة ان يتكرموا علينا ان كان عندهم شيء من عندهم او من اقوال العلماء

ننتظركم

والسلام عليكم

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 02 - 09, 07:18 م]ـ

علم الله قديم أزلي يشمل كل شيء ومتجدد بإعتبار تعلقه بالمعلوم مع انه امر ثبوتي

اي ان العلم امر ثابت لايزيد ولاينقص ومع ذلك يتجدد بنسبته للمعلوم

قال شيخ الاسلام

روى عن ابن عباس في قوله الا لنعلم أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين الا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من اهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد ان كان قد علم انه سيكون ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر

وقال

وقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} ونحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد وجوده، وهو العلم الذي يترتب عليه المدح والذم والثواب والعقاب والأول هو العلم بأنه سيكون ومجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب فإن هذا إنما يكون بعد وجود الأفعال. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في هذا: لنرى. وكذلك المفسرون قالوا: لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم أنه سيكون وهذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار: منهم من يقول: المتجدد هو نسبة وإضافة بين العلم والمعلوم فقط وتلك نسبة عدمية. ومنهم من يقول: بل المتجدد علم بكون الشيء ووجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون وهذا كما في قوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية وقيل المتجدد أمر ثبوتي. والكلام على القولين ومن قال هذا وهذا وحجج الفريقين قد بسطت في موضع آخر. وعامة السلف وأئمة السنة والحديث على أن المتجدد أمر ثبوتي كما دل عليه النص وهذا مما هجر أحمد بن حنبل الحارث المحاسبي على نفيه فإنه كان يقولقول ابن كلاب فر من تجدد أمر ثبوتي وقال بلوازم ذلك، فخالف من نصوص الكتاب والسنة وآثار السلف ما أوجب ظهور بدعة اقتضت أن يهجره الإمام أحمد ويحذر منه. وقد قيل: إن الحارث رجع عن ذلك

والله اعلم

ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:18 م]ـ

بارك الله فيك يا اخي الكريم

لكنك لم تبين لي معنى كون علم الله (متجددا)؟

هل معنى ذلك أنه يكون باليا ثم يصير جديدا؟

أم معنى ذلك أن الله تعالى يكون عالما فقط بأن الشيء سوف يقع، ولا يكون عالما بوقوع الشيء؛ فإذا وقع الشيء حدث لله تعالى علم جديد هو العلم بوقوع ذلك الشيء؟

فإن كان الجواب هو القول الثاني؛ فهل يعني ذلك أن علم الله تعالى يتسع ويكثر؛ وأن الله تعالى يزداد كمالا مع مرور الوقت؟

بين لي بارك الله فيك؛ فإن الكلام غامض؛ والمقام لا يحتمل الغموض

جزاكم الله خيرا

في انتظار إفاداتكم وإفادات الإخوة الكرام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير