تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مذهب الخطيب البغدادي في التعليل]

ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 02 - 09, 02:14 م]ـ

قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه والمتفقه (1/ 528 - 531): " باب القول في: حكم الأشياء قبل الشرع

اختلف أهل العلم في الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع:

واحتج من قال هي على الإباحة: بأن الله تعالى خلقها وأوجدها، فلا يخلو من أن يكون خلقها لغرض أو لغير غرض، فلا يجوز أن يكون لغير غرض، لأنه يكون عبثاً والله لا يجوز أن يكون عابثاً في أفعاله، فوجب أن يكون خلقها لغرض، ولا يخلو من أن يكون ليضر بها أو لينفع، فلا يجوز أن يكون ليضر بها، لأنه حكيم لا يبتدي بالضرر، فوجب أن يكون للنفع، ولا يخلو من أن يكون لنفع نفسه أو لنفع عباده، فلا يجوز أن يكون لنفع نفسه، لأنه غني غير محتاج إلى الانتفاع فوجب أن يكون خلقها لينفع بها عباده ووجب أن يكون تصرفهم فيها مباحا، وأن يكون خلقها آذنا لهم في الانتفاع بها.

ثم قال جواباً على هذه الحجة: " وأما الجواب عما احتج به من أباحها فهو أنه غير صحيح، لأنا لا نعلل أفعال الله، وعلى أن ما ذكروه ينقلب عليهم فيما خلقه الله وحرمه على عباده مثل الخمر والخنزير، ويقسم عليهم مثل تقسيمهم حرفا بحرف، مع أنا نقول يجوز أن يكون الله تعالى خلقها ليمتحنهم بالكف عنها، ويثيبهم على ذلك، أو ليستدلوا بها على خالقها، وهذا وجه يخرجه من حد العبث فسقط ما قالوه " اهـ كلامه بلفظه.

وقال ص 310: " ولا يجوز تخصيص العموم بالعرف والعادة، لأن الشرع لم يوضع على العادة، وإنما وضع - في قول بعض الناس - على حسب المصلحة، وفي قول الباقين على ما أراد الله عز وجل، وذلك لا يقف على العادة ".

ـ[فيصل]ــــــــ[14 - 02 - 09, 11:20 م]ـ

بارك الله بك، وقد يتناقض كما يتناقض غيره في هذا الباب ففي كتابه "القول في علم النجوم" ص198 استحسن كلاماً لعبد الله بن المعتز يقرر فيه حكمة الله في كون المنجم يخطيء ويصيب وإلا لو كان لا يخطيء لفسدت الأرض، قال الخطيب:

وما أحسن ما قال عبد الله بن المعتز بالله في ذلك: " ... ولو أمكن أن لا يخطيء الناظر في أحكام النجوم لنفسه أو لغيره لكان في ذلك تنغيص للعيش وتكدير لصفوه، وتضييق لمنفسح الآمال التي بها قرت الأنفس ... وذكر حكم كثيرة إلى أن قال ... وليس هذا في حكمة الله وصواب تدبيره، فلا شك أن الخير فيما اختاره الله لنا من طي علم ذلك عنا، وله الحمد على جميل صنعه ولطيف إحسانه"

وعند نفاة التعليل: الأمر هذا أو ذاك "جائز في حكمة الله وصواب تدبيره" والنفي خبري لا غير والله أعلم.

ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:37 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل

لكن: الأفضل من وصف العلماء بالتناقض أن نبحث عن وجه نجمع فيه بين مشكل كلامهم.

ـ[فيصل]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:38 م]ـ

وإياك، والعلماء الذين تأثروا "في مواضع من كتبهم" بشبه أهل الكلام في مثل هذه المسائل تغلبهم الفطرة فيقررون في أماكن أخرى ما ينقضها، ولهذا نظائر أشار لها شيخ الإسلام في أكثر من كتاب من كتبه في مسألة الحكمة والتعليل تحديداً والله أعلم

ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 02 - 09, 08:28 م]ـ

ليس فيما ذكرته مقنع وليس عليه دليل إنما هو مجرد احتمال.

وأسهل شيء على المرء أن يقول: هذا اضطراب وتناقض!.

ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:06 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم وقولي "السهل" ذكره شيخ الإسلام غير مرة في هذا المسألة تحديداً

لكن ثمة شيء "أسهل" من هذا رأيته في ردك ما قبل السابق: وهو مجرد أن تقول: "فلنبحث عن وجه نجمع فيه بين مشكل كلامهم"!!! فحسب!

والأصعب أن تنفذ هذا وتبين للناس هذا الوجه المقبول الذي "عليه دليل وليس مجرد احتمال"!!

بورك بك يا أبا الحسنات الدمشقي.

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:42 ص]ـ

نأمل من الأخ أبو الحسنات الدمشقي الالتزام بالنقاش العلمي

ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:12 ص]ـ

والأصعب أن تنفذ هذا وتبين للناس هذا الوجه المقبول الذي "عليه دليل وليس مجرد احتمال"!!

نعم هذا ليس سهلاً ..

لكنه ممكن.

انظر مثلا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير