تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل انتهت الفلسفة]

ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:06 م]ـ

الفلسفة هى بحث فى الميتافزيقا

والميتافيزيقا فى معناها المتداول وهو ما وراء الواقع والمقصود به الغيب وعالم الملكوت ليس ما نعنيه هنا بل نعنى بها كل وجود ذهنى لا يقابل موجود عينى يمكن السيطرة عليه عبر الحواس.

ونعنى بالسيطرة عليه يمكن ضبطه بالمقاييس العلمية المعروفة بحيث يقدّر كميا حجمه وكثفته ووزنه ونوعيا مكوناته وشحنته سالب موجب ... الخ

والمقاييس العلمية يمكن ان تحدد بان الكوكب البعيد مثلا يدخل فيه عنصر الحديد عبر تحليل الاطياف التى تصلنا عبر الضوء و الالكترون المتناهى الصغر يمكن تحديد شحنته عبر وضع قطبين فى طريق الاشعة التى تتضمن الالكترونات فاذا مال للقطب الموجب عرفنا بانه سالب وهكذا امكن الضبط والسيطرة.

والبحث الفلسفى لابد ان يعاون العلم فى معرفة ما لا يخضع للمعايير العلمية ولؤثر فى العلم كالارقام الرياضية وكمفهوم السببية وكالمفاهيم العامة اما القضايا التى لا تتصل بالعلم فهى اشبه بالقضايا الوهمية.

من قبيل ان نقول هناك جوهر وعرض او نقول بوجود ماهيات المخلوقات فى علم الله وهو ازلية وستظل الى الابد

كل هذه القضايا عبارة اما تراكيب عقلية او تراكيب لفظية اى انها تلفظ ولكن لا تتخيل ولا يمكن ان توجد فى الواقع لقولى المثلث الدائرى. او العدم الذى له وجود موعى مستقل المستمر فى فى الزمن هى اشبه برصف ونضد الفاظ هى من العاب اللغة.

وهناك امور من العاب العقل كقول المتصوفة المعلومات لها اعيان موجودة فى علم الله اى لها وجود حقيقى والتمييز بينها يدل على انها تختلف عن موجودات اخرى وتتجه لها الارادة والقول فهى ذات وجود قابل للتحقق والوجود بالفعل بناء على وجودها الماهوى وقد رد شيخ الاسلام ابن تمية ردا باهرا عليهم قائلا هناك امور مستحيلة الوقوع ومع ذلك هى من المعلومات فوجود شريك لله او الهة متعددة مع الله هى معلومات ولو كان وجودها الماهوى يعنى ان لها وجود وتحقق لكانت غير مستحيلة وكل ما قال به الكفرة من اباطيل كعدم وجود نار وجنة وقيامة لابد ان يقع .. الخ

ونحن نضيف كل الوهام والاخطاء العلمية والاساطير والخرافات لابد ان يكون لها وجود كمعلومات فهل تتحقق وهل لها وجود ازلى وابدى.

ما بناه الفلاسفة القدماء من افلاطون حتى افلوطين كله اما من العاب العقل او من العاب اللغة افلوطين جعل الله جل وعلا عبارة عن وجود اعتبارى اذ خلع على الله جل وعلا صفات السلوب لماذا لان اثبات اى صفة له تفضى الى انه وجود مركب وكا جزء محتاج للجزء الاخر وهنا لابد من نفى الصفات وهكذا حتى تم سلب كل الصفات وعلى هذا لمنوال سار متكلمة الاسلام لان علم الكلام هو علم اللاهوت فى الاديان الاخرى وهو مرتكز عل ادوات ومقولات الفلسفة فى اثبات المضامين الدينية او قل حقائق الدين.

العلمالحديث كشف خواص الاشياء ومركباتها وكشف المادة النهائية التىيتركب منها لكون واساس المركبات سواء العضوية او غير العضوية وغاص الى عالم والذرة وما تحت الذرة حتى وصل الى الكواركات التى يتاف منها اجزاء الذرة وهو يغوص الى عوالم الضوء ومكوناته والضوء فى نهاية المطاف يمكن ان يتحول الى مادة والعكس صحيح.

فكل ما قاله الفلاسفة الدماء عن اصول الكون او ما يسمى الاسطقس يعتبر امر تافه فمن قائل ان اصل الكون ماء ومن قائل تراب ومن قائل هواء .. الخ

قطاع عريض من الفلسفة خرج موضوعات الفلسفة ودخل عالم الادب علم المشغولات اللفظية والتحف الفكرية.

ولم يبقَ للفلسفة الا معاونة العلم فى تحديد وتعريف بعذ المفاهيم الميتا فزيقية كمفوم العدد ومفهوم الالفاظ العامة والسببية وما فى حكمها.

فانا اعرف واتساءل عن سبب ظاهرة البرق او ظاهرة المطر ولكن عندما اسال عن مفهوم السبب هنا سؤال ليس موضوعا للعلم بل للفلسفة اما قبل عصر العلم فالبرق والمطر كان موضوعا للفلسفة.

الفلسفة اوجدت قطيعة مع عالم الخرافة والعلم اوجد قطيعة مع عالم الفلسفة.

ولم يبقَ للفلسفة الا موضوعات محدودة فمثلا نمو الاحتمال هذا موضوع للفلسفة وهو اساس اثبات عقائد الدين كوجود الله وصفاته واثبات ان القران معجزة.

فالايات الدالة على وجود الله وخلقه وتدبيره وابداعه للكون نجدها تبلغ حد خلق اليقين لماذا؟؟

لان هناك قانون نمو الاحتمال فبقدر ما يزداد وينمو احتمال الخلق والتدبير بقدر ما يضمر وينحل احتمال الصدفة فكل يقين يزداد هناك ضعف وتلاشى يعترى احتمال الصدفة الى ان ينعدم احتمال الصدفة.

لذا نجد القران يرتكز على ادلة الواقع الكونى والنفسى (ايات الانفس) المحسوسة وراهن عليها سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق.

ومن هذه اليات ندرك صفات الله اما مالا يشى به الكون من الصفات فنزل به الوحى اى ادلته سمعية ونلاحظ بان حتى الضفات التى يورها القران لله سبحانه وتعالى يربطها باثارها ومصدر تجليها من ايات الكون ودعا القران للتفكّر والنظر واستخدم كل الاساليب الموقظة للادراك والضمير كيما يتلقى الانسان ايحاءاتها التى تطفئها عملية الإلْف والعادة.

فرهانات القران وارتكازه الى الاساس الوجودى وليس عل الاساس العقلى واللفظى الصرف.

وهذا المنهج هى الذى حكم شيخ الاسلام ابن تيمية فى رده على اصحاب العقول العشرة بالقول من اين اتوا بالعقول العشرة (الكواكب) واقصى ما توصل اليه العلم الانسانى فى عهده ثلاث كواكب متتالية يخسف بعضها بعضا

بمعنى اننا عرفنا ان هذا الكوكب يقع امام من يليه بفعل الخسوف فكيف علموا بالكواكب العشرة ولا وجود على دليل حسى او حقيقة محسوسة يمكن البناء عليها.

هنا نجد شيخ الاسلام ينطلق من دليل وجودى لم تخالطه ظنون لا تغنى من العلم شيئا وهذا منهج الاسلام ونظريته فى المعرفة.

فالفلسفة قد افل نجمعا مع بزوغ العلم وتحديد الواقع وضبطه اذ لا اجتهاد بمورد الواقع كما لا اجتهاد بمورد النص.

وللوقوف على بعض الاوجه الخرى نرجو قراءة هذا الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70200&highlight=%C7%E1%CC%E5%C7%D2+%C7%E1%E3%DD%E5%E6%E3 %EC

اخوكم ابى يوسف الملا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير