تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين) .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله -]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 07:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تميز الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – كما يقول الشيخ محمد علي عبدالرحيم رئيس جماعة أنصار السنة – رحمه الله – بـ " جمال البلاغة، ووضوح المعاني، وسعة الاطلاع، وشرف الغاية، كما جمع علمًا مصفىً من شوائب البدع والخرافات الصوفية، وكان حسَن اللغة، قليل اللحن، فصيح العبارة ". " جماعة أنصار السنة، للدكتور الطاهر، ص 186 ".

قلتُ: وللشيخ كتابٌ مهم صاغه بأسلوبه الجميل، عنوانه " الصفات الإلهية بين السلف والخلف "، ناقش فيه أشاعرة عصره من المتأخرين، الذين خالفوا عقيدة متقدميهم - بعد أن مرّ على مشاهيرهم -، ثم نصحهم بالعودة إلى العقيدة السلفية، وأن لا يُكابروا بالتشبث ببدع الجهمية، أحببتُ أن أنقل جزءًا منه هنا من باب النصيحة -؛ لعله يجد أذنًا " أشعرية " صاغية، تؤوب إلى الحق، قبل أن تلقى – ببدعها – الحق .. والله الهادي.

قال - رحمه الله -:

عقيدة أبي الحسن الأشعري

- أورد كلامه في الإبانة ثم قال -: هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.

ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..

هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة" (1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.

فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة"، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه" (2).

كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه" (3).

كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:

ولا يرَى صِفَاته

مثلَ صفاتِ البَشَرِ

وليس ينفي صفة

له كنَفْي المُنْكِرِ

ويثبتُ استواءَه

كما أتى في السُّور (4)

كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري (5)، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير