تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحجاج وهو الظالم المشهور سفاك الدماء عندما يخاطب بمثل هذا الأسلوب يلين ويرق قلبه، فقد أساء أناس مرة في حقه فأحضرهم وأعمل السيوف في رقابهم حتى وصل إلى واحد منهم فقال له: قف أيها الأمير، قال: وماذا تريد أن تقول؟ قال: إن أخطأنا عليك وجنينا فلا تخطئ أنت؟؟؟؟؟؟ العفو عنا، فطرح الحجاج سيفه وقال: أما في هؤلاء من يحسن يعتذر؟! أي هؤلاء الذين قطعت رؤوسهم لا يوجد فيهم شخص واحد يحسن الكلام والاعتذار ويقول كقول هذا.

ونقول نحن حالنا يستوجب قعر جهنم، لكن لا تعويل لنا إلا على فضل الله، فإن عذبنا فهذا ما نستحق وإن رحمنا فهذا جود منه وإحسان، أما أنه نريد أن يكون لنا عند الله يد وعليه منة ونقول فعلنا وفعلنا ونخص الحسنات، فبئس هذا العمل وهذا القول، وهذه الحسنات لا يعلم حالها عندما فعلت إلا الله سبحانه وتعالى، فلنحسن التوبة والاعتذار فكما قلنا حسن الأسلوب يرق قلوب الجبابرة فكيف بأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين سبحانه وتعالى ذي الفضل العظيم، فخواتيم سورة البقرة إذن هي التحفة الثالثة.

رابعا: رؤية الله سبحانه وتعالي:

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ السموات العلا.

ومبحث الرؤية مرّ في منهج السنة الأولى، وقد مرّ معكم مختصراً، وتكلم عن رؤية المؤمنين ربهم جل وعلا يوم القيامة، لكن هناك مباحث أخرى تتعلق بموضوع الرؤية منها:

1 - النساء وهل يرين ربهن في الآخرة أم لا؟

وهذه المسألة شهيرة ولم يتعرض لها في شرح الطحاوية، وقد ألف أئمتنا كتباً فيها من جملة ذلك: تحفة الجلساء برؤية النساء لرب الأرض والسماء للإمام السيوطي، وهو مطبوع ضمن الحاوي للفتاوى له (2/ 397).

والأقوال في هذه المسألة ثلاثة، والمعتمد أنهن يرين الله سبحانه وتعالى وهن مكلفات كما أن الذكور مكلفون، وسبب الخلاف ورود بعض الروايات التي استدل منها بعض الناس على خلاف ذلك وأورد بحثاً فقال النساء لا يرين الله جل وعلا، وهذا باطل، وكان لابد من التعرض لهذا؟؟؟؟؟.

2 - موضوع الرؤيا المنامية لربنا جل وعلا، هل تحصل أم لا؟

نعم تحصل، والله جل وعلا يُرى في المنام، وقد رآه نبينا عليه الصلاة والسلام – وهذا ليس بخصوصية له. وقرر هذا الإمام ابن تيمية وغيره عليهم جميعاً رحمة الله.

يقول الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 167): "ولم يأتنا نص جلي بأن النبي عليه الصلاة والسلام رأى الله تعالى بعينيه فأما رؤية المنام فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة".

وأما رؤية الله عياناً في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص، جمع أحاديثها؟؟؟ والبيهقي وغيرهما".

ففي رؤية الله في المنام ثابتة باتفاق أهل السنة، وقد حكى ابن حجر في فتح الباري في الجزء الثالث عشر الإجماع على أن الله يُرى في المنام.

وقد رآه أبو حنيفة والإمام أحمد والإمام الأوزاعي وأبو سليمان الرَبْعي (محدث دمشق)، ورآه عدد غيرهم 0 وأنا أعرف بعض من رآه ممن قصّ عليّ رؤيته، والله تعالى على كل شيء قدير.

ولو كان البحث معنا في الرؤيا لذكرت الأدلة على ذلك بتوسع، لكن نذكر نزراً منها:

ثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "خير ما يرى النائم في منامه أن يرى ربه، أو نبيه عليه الصلاة والسلام، أو أبويه أو أحدهما ماتا على الإسلام".

وثبت في سنن الدرامي في كتاب الرؤى باب رؤية الرب في المنام، ثم نقل: عن ابن سيرين بسند صحيح قال: " من رأى ربه في المنام دخل الجنة"

. أي هذا هو تأويل الرؤيا إذا رآها.

ثم بعد ذلك حديث معاذ، الذي ألف الإمام ابن رجب حوله كتاباً سماه (اختيار؟؟؟؟؟ في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى).

3 - رؤية نبينا عليه الصلاة والسلام لربنا جل وعلا، فهذه المباحث حولها شيء من الخلاف ولابد من؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الآخرين فليس لنا به الآن شغل أو علاقة لضيق الوقت، ولعله يأتي في حينه إن شاء الله في مبحث الرؤيا، فنقول وبالله التوفيق:

اتفق أهل الحق على أن رؤية الله لم تحصل لأحد من الأنبياء في هذه الحياة الدنيا من آدم إلى عيسى عليه السلام أو لأحد من البشر.

وأن من ادعاها لنفسه أو لأحد غير نبينا عليه الصلاة والسلام فهو ضال، وهذا محل وفاق وإجماع، لكن حصل خلاف في نبينا عليه الصلاة والسلام فقط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير