تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:11 م]ـ

[ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

قال شيخ الإسلام: اعلم أن المذهب إذا كان باطلا فى نفسه لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يتصور تصورا حقيقيا فإن هذا لا يكون إلا للحق فأما القول الباطل فإذا بين فبيانه يظهر فساده حتى يقال كيف اشتبه هذا على أحد ويتعجب من اعتقادهم إياه ولا ينبغى للإنسان أن يعجب فما من شىء يتخيل من أنواع الباطل إلا وقد ذهب إليه فريق من الناس.

مجموع الفتاوى (2

145)

مما هو معلوم أن المعتزلة يثبتون الأسماء وينفون الصفات فيقولون عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر.

حتى جاء أبو هاشم الجبائي فأثبت للصفات أحوالا فقال: كونه عالما سميعا بصيرا إلخ.

وهذه الكينونية لا تفيد شيئا وجوديا وإنما هو شيء قائم بالذهن ليس له حقيقة؛ فالأحوال عنده مرتبة بين الوجود والعدم؛ أي أمر اعتباري تعلقي فقط.

ولذلك احتار المتكلمون في تفسير الحال عند أبي هاشم ولذلك قال الشهرستاني في تعريف الحال: أما بيان الحال وما هو أعلم أنه ليس للحال حد حقيقي يذكر حتى نعرفها بحدها وحقيقتها على وجه يشمل جميع الأحوال فإنه يودي إلى إثبات الحال للحال بل لها ضابط وحاصر بالقسمة وهي تنقسم إلى ما يعلل وإلى ما لا يعلل وما يعلل فهي أحكام لمعان قائمة بذوات وما لا يعلل فهو صفات ليس أحكاماً للمعاني.

أما الأول فكل حكم لعلة قامت بذات يشترط في ثبوتها الحياة عند أبي هاشم ككون الحي حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً لأن كونه حياً عالماً يعلل بالحياة والعلم في الشاهد فتقوم الحياة بمحل وتوجب كون المحل حياً وكذلك العلم والقدرة والإرادة وكل ما يشترط في ثبوته الحياة وتسمى هذه الأحكام أحوالاً وهي صفات زائدة على المعاني التي أوجبتها.

نهاية الإقدام (45)

وقال الباقلاني: كل صفة لموجود لا تتصف بالوجود فهي حال سواء كان المعنى الموجب مما يشترط في ثبوته الحياة أو لم يشترط ككون الحي حياً وعالماً وقادراً وكون المتحرك متحركاً والساكن ساكناً والأسود والأبيض إلى غير ذلك.

نهاية الإقدام (45)

وقال الإيجي: هو الواسطة بين الموجود والمعدوم.

المواقف (1

279)

انتقال نظرية الأحوال إلى الأشاعرة

وقد انتقلت نظرية الأحوال إلى مذهب الأشاعرة فقال بها بعض علماء الأشاعرة

يقول الإيجي: وقد أثبته إمام الحرمين أولا والقاضي منا وأبو هاشم من المعتزلة.

المواقف (1

279)

وقد قسم الأشاعرة الصفات

1ـ صفات معاني.

2ـ الصفات المعنوية.

3 ـ الصفات السلبية.

4 ـ الصفة النفسية.

فصفات المعاني: ما دل علي معنى وجودي قائم بالذات , وهي الصفات السبع:

الحياة , والعلم , والقدرة , والإرادة , والبصر , والكلام , والسمع.

والصفات المعنوية: كونه حياً , عليماً , قديراً , مريداً , سميعاً , بصيراً , متكلماً

وهذه الصفات المسماة بالمعنوية هي نظرية الأحوال عند أبي هاشم المعتزلي.

وقالوا: الفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني وجودية تعقل ذهنا وخارجا، والمعنوية ثبوتية تعقل ذهنا لا خارجا.

تهذيب شرح السنوسية (43)

فقيام المعاني بالذات أمر اعتباري!.

وتفسير صفة بين الوجود والعدم أمر لايقبله العقل فضلا عن تفسيره.

ولذلك قال السلف: عجائب الكلام التي لا حقيقة لها ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري وأنشد في ذلك:

مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام

الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام.

منهاج السنة (1

459)

وقد اشتد إنكار ابن حزم على يقول بالأحوال فقال: وأما الأحوال التي ادعتها الأشعرية فإنهم قالوا إن ها هنا أحوالا ليست حقا ولا باطلا ولا هي مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا هي موجودة ولا معدومة ولا هي معلومة ولا هي مجهولة ولا هي أشياء ولا هي لا أشياء .. .

الفصل في الملل (5

31)

وكذلك مؤدى هذا القول أنه لا فرق بين الصفات المعاني والصفات المعنوية؛ وإن زعموا التفريق.

ولهذا التناقض البين في هذه المسألة رفض بعض محققيهم القول بالصفات المعنوية لأن مؤداه القول بالأحوال يقول الإيجي: وبطلانه ضروري لما عرفت أن الموجود ماله تحقق والمعدوم ما ليس كذلك ولا واسطة بين النفي والإثبات في شيء من المفهومات ضرورة واتفاقا.

المواقف (1

279)

وقال البيجوري: لأن عد الصفات المعنوية إنما يتمشى على قول مثبت الأحوال – جمع حال – وهي صفة لا موجودة ولا معدومة بل واسطة بين الوجود والعدم وعليه جرى السنوسي في الصغرى حيث قال: وكونه قادرا .. الخ والمختار عند المحققين أنه لا حال وأن الحال محال.

تحفة المريد (89)

والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير