تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة]

ـ[سلطان العميري]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:14 م]ـ

[أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة]

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين .......... أما بعد

فقد جاء الإسلام ونشر الوعي في عقول الناس وبصرهم بالطرق التي ترفع عنهم الجهالة والعمى , فحثهم على التدبر واستعمال العقل , والنظر في ملكوت السموات والأرض , ونفرهم من تقليد الآباء بغير حجة , والتسليم لأقوالهم من غير مستند , ونبههم على طرق المجادلة وأساليب الحجاج , وبناء الأقوال والمعتقدات , وطالب المخالفين والمدعين بإقامة الأدلة التي تدل على صحة أقوالهم , وبين المواطن التي يقع من خلالها الغلط في أقوال المخالفين كالاضطراب والتناقض والتفريق بين المتمثلات وعدم الاطراد في القول , وبطلان اللازم , ونحوها.

فلقد جاء الإسلام بمنهجية علمية فائقة , ظاهرة المعالم واضحة المسالك قوية التأثير , فأحدثت هذه المنهجية ثورة في تفكير الأمة وتعقلها , وسار متقدموا الأمة على مقتضاها , فبنوا علومهم ومعارفهم ومعتقداتهم عليها وألفوا كتبهم وهم مستحضرين لمنهجيتها , وسيروا حياتهم وأقاموا هيكل معيشتهم على ما تقتضيه , فلم يعد لما ينافي تلك الأصول المنهجية سلطة ولم يبق لما لا يتماشى معها تأثير , فخبا وهج الخرافة , وضاق مجال الأساطير , وقل ظهور الشعبذة والخيالات , فعاش الناس حياة مستقرة في نفسها , متناسقة في واقعها , حتى غدت مثالا يحتذى به ونبراسا يقتدى به.

وما زالت الأمة كذلك حتى ظهر فيها التصوف ببدعه وتراتيبه المخالفة للدين ولمقتضياته المعرفية , ومازال التصوف يتوغل في جسد الأمة ويتعمق في أرضها , مع تطوره في بعده عن المنهجية المعرفية الإسلامية , حتى أضحى من أوسع الطرق وأكثر السبل التي ولجت منها المظاهر المخالفة للمنهجية المعرفية التي جاءت بها النصوص , فلقد جاء التصوف بطقوس غرست في عقول الأمة الخرافات وصيرت أذهان الناس وعواطفهم أسيرة للخيالات , ورتبت شؤون حياتهم على التوهمات , فشاعت في المجتمعات الإسلامية الروح المخالفة للروح العلمية التي جاء بها الإسلام , وقد صور هذه الحالة كثير من مصلحي هذه الأمة ومفكريها , ومن هؤلاء محمد عبده حيث يقول:" فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فَهمٍ ولا مراعاة شرع , اتخذوا أندادا وصار يُقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق , بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة , وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتعاون على الخير , ونتيجة ذلك كله أن المسلمين رغبوا عما شرعه الله , إلى توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوا أندادا له , وصاروا كالإباحيين في الغالب , فلا عجب إذ عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف , وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر؛ لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين .... فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه " ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)) .

ومن هؤلاء ابن باديس حيث يقول:" لقد سيطرت الطرق الصوفية على الفكر الإسلامي , والمجتمع المغربي في القرن التاسع عشر , سيطرة مذهلة و فبلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 , زاوية , وعدد المريدين او الإخوان 295000 , والفقهاء الذين عرفوا بمعارضتهم الصوفية أصبحوا بدورهم طرقيين , فساد الظلام وخيم الجمود , وكثرت البدع , واستسلم الناس للقدر .... وهذه الظاهرة الاجتماعية أدت إلى تعطيل الفكر وشل جميع الطاقات الاجتماعية الأخرى " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)) .

ومن يتأمل في تراتيب الصوفية وطرقها وأورادها وطقوسها يدرك أنها تتحمل القدر الأكبر في نشر الخرافة في الأمة , وشيوع السلبية الفكرية فيها , والذي يدل على هذا أمور كثيرة , لعلها ترجع في مجملها إلى سبعة أمور هي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير