تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً -لو كان مصلحة- ولم يفعل يعلم أنه ليس بمصلحة) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:598) ..

وقال رحمه الله: (فأما ما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة وهو مع هذا لم يشرعه فوضعه تغيير لدين الله تعالى .. ) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:599) ..

وقال رحمه الله تعالى: (بل يقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزوال المانع سنة، كما أن فعله سنة، فلما أمر بالأذان في الجمعة وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة كان ترك الأذان فيهما سنة، فليس لأحد أن يزيد في ذلك، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلاة وأعداد الركعات أو الحج، فإن رجلاً لو أحب أن يصلي الظهر خمس ركعات وقال هذا زيادة عمل صالح، لم يكن له ذلك، وكذلك لو أراد أن ينصب مكاناً آخر يقصد لدعاء الله فيه وذكره، لم يكن له ذلك، وليس له أن يقول هذه بدعة حسنة، بل يقال له كل بدعة ضلالة، ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهياً خاصاً عنها، أو أن نعلم ما فيها من المفسدة، فهذا مثال لما حدث مع قيام المقتضي له، وزوال المانع لو كان خيراً، فإن كل ما يبديه المُحْدِثُ لهذا من المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:600)، وانظر الفتاوى: (26/ 171 - 172) ..

وقال رحمه الله: (فإن ترك الفعل مع المقتضي له يدل على عدم كونه مشروعاً، كترك النهي مع الحاجة إلى البيان) "المسودة" (ص298)، وانظر (ص 489 - 490) ..

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (فَإِنَّ تَرْكَهُ صلى الله عليه وسلم سُنَّةٌ كَمَا أَنَّ فِعْلَهُ سُنَّةٌ، فَإِذَا اسْتَحْبَبْنَا فِعْلَ مَا تَرَكَهُ كَانَ نَظِيرَ اسْتِحْبَابِنَا تَرْكَ مَا فَعَلَهُ، وَلَا فَرْقَ) "إعلام الموقعين" (2/ 284) ..

الوجه الخامس: أن يقال هب أن الترك لا يدل على المنع، فهل يدل على الحث؟، هذا لا يقول به أحد، وغاية ما يقال: البراءة الأصلية أو الإباحة، فهل أنصار هذه الاحتفالات يرونه من هذا الباب؟!.

الوجه السادس: بغض النظر عن مسألة دلالة الترك، كيف القول في عمل قام مقتضى فعله منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يحتفل به النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا القرون المفضلة، واستمر الحال إلى ستمائة سنة؟!، أيقال بأن أولئك لم يكن لديهم فقه في معنى تروك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في قلوبهم حب له؟!.

هذه الأوجه على وجه الإيجاز تفسد من تعلل بالقاعدة الأصولية وهو في حقيقة الأمر جاهل بها.

والله المستعان.

أبو الوليد الحجازي

ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:42 م]ـ

هناك رسالة رد فيها بعض اهل العلم على رسالة للغماري "ان الترك لا يقتضي التحريم" نسيتها لأني رأيتها منذ سنوات فمن يتذكرها , لأنها هذه الحجج كلها للغماري انما من بعده يكررها فقط

ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:58 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد

فبعيدا عن الكلام الأصولي والرأي الجدلي أقول قاعدة_طبعا ليس أنا من اخترعها ولا أول من قالها_.

كيف تؤخذ العقيدة

بالنص

أو الظن

أو الاستنباطات

أو التوهمات والدخول في النيات كما قال هنا (أما الاحتفال بالمولد فتركه تركاً مجرداً فلو فُعِل لا بأس به لأن النبي لم يقصد تركه ولم يأت دليل ينه عنه.)

وكذلك الأحكام كيف تؤخذ

فكيفف يقرر أمر إما يدعى أنه من الاسلام أو لا بمثل هذه التوهمات والظنون والاستنباطات أين اليوم أكملت لكم دينكم

هذا باب شر أغلقوه وعليكم بآثار من سلف

ـ[محمد المناوى]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:33 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان الخراشى

أرجو توضيح هذا الأمر فقد أشكل على هل كل ما تركه النبى تركه سنة أم أن هذا له ضوابط ويكون حسب القرائن أرجو زيادة بيان بارك الله فيكم ونفع بكم

فمثلا النبى صلى الله عليه وسلم ما أكل على خوان حتى مات ونظائر هذا الترك كثيرة فأرجو توضيح الأمر

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير