تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما إن يحصل في المجتمع أمراً ينساق مع ميولهم إلا وطاروا به فرحاً، وزمروا وطبلوا تشجيعاً له، وتكلموا بلسان النصر، وخطاب الفتح، ثم ما إن تمضي مدة يسيرة إلا وتزول نشوة السُكر الغربي ثم يعودون في كتاباتهم إلى الحزن والأسى من (التخلف الفكري السعودي) و (الجمود المذهبي الوطني) و (الرجعية الفكرية) وغير ذلك من أساليب الخيبة، والتخلف عن ركب الصالحين.

فخلاصة القول!، الليبراليون السعوديون أشبه بالقمل! الذي لا يتحرك إلا في رأس المهمل!، وفردهم قملة منتهاها الموت بين أظفرين!، فلم يعرف الواقع منهم قوة على نظار، ولا جلادة في حوار، وإنما يسلكون مسالك الجبناء بالكلام تحت حماية الإعلام الهزيل، أو يإقحام أمير متهور، أو وجيه مخبول، أو مسؤول أحمق، فيتكلم بما يريدون.

وما هذه القوة إلا بإهمال أهل الحق عندما اتجهت همومهم إلى الأدنى وتركوا مضاعفة الجهود في تأكيد الكلام عن ثوابت العقيدة، وقواعد الشريعة، ومحاسن الأخلاق والآداب الشرعية في الخطب والمحاضرات والكتب واللقاءات الصحفية.

إني أراهن واثقاً بوعد الله تعالى وحكمته أن الدعاة الإعلاميين إلا ضاعفوا جهودهم بالكلام عن هذه الثوابت فإن الليبرالية سوف تعض الأحذية حسرة وكمداً.

ولكن المؤسف أن القملة الليبرالية لم تنشط إلا عندما أهمل أولئك الصلحاء الأهم، ويا ليتهم اتجهوا للمهم، بل تركه الجلُّ، واتجهوا إلى التهريج والضحك والتنكيت والمجون تحت مسمى (عصرية المواجهة) و (الأسلوب الدعوي الحديث!) وخيرهم من يتكلم في القضايا الاجتماعية من هموم الأسرة والأبناء الزوجات مما لا يحقق المفاصلة بينهم بين أرباب الزندقة مما يمهد للقملة الليبرالية العبث بهم، وإفساد ثوابتهم من حيث لا يشعرون.

إن قصاصة الصحيفة الليبرالية، ودقائق اللقاء التلفازي لا يستقطب من المشاهدين والمتابعين أكثر من عدد من يسمع في اليوم والليلة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).

ولا أكثر ممن يجدد العهد والميثاق بين وبين ربه في كل صباح ومساء ويقول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

ولا أكثر ممن يجتمعون في كلّ أسبوع تحت منبر الجمعة.

ولا أكثر من يحضرون المحاضرات ولا الدروس.

ولا أكثر من أعضاء الدور النسائية، فإن هذه الجموع توهن كيد الليبرالي القملة!، وتبين له حقيقة حجمه، ومبلغ جهده، مع ضعف الدعوة، وتكاسل الصلحاء عن المهم.

وقبل الختام، أوجه نداءات لإخواني الدعاة، فأقول:

يا دعاة الإسلام، ويا حملة الأقلام، ويا أسود المنابر، ويا عليّة الأكابر، ويا روّاد القنوات، ويا أعمدة اللقاءات:

اتقوا الله تعالى ولا يؤتى للإسلام من قبلكم!.

اتقوا الله تعالى وقد ابتلاكم بالظهور أمام الرأي العام، وعبر شاشات الإعلام، وبينوا ما أوجب الله تعالى من دين الله، وأعلنوا البراءة من الليبرالية بالتصريح من فاسد أفهاهم، وقبيح أقلامهم، بل وتعرية أسمائهم، وكشف مخططاتهم للمسلمين، وأنهم الفساد على البلاد والعباد، والراعي والرعية، ولا يغركم طلب الظهور عبر وسائل الإعلام بمداراة ملاّكها، والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).

فإذا سكت أمثالكم عن بيان الحق للناس، فمن يبينه لهم؟!.

يتكلم كل ملحد بصريح عقيدته، وينافح عنها في كل لقاء ومحفل، ويستغل الوقائع والأحداث لصبها في مجرى دعوته، وأنتم تتكلمون في وادٍ والناس في وادٍ آخر.

بل الرزية كلّ الرزية أن ممن يظن بهم الصلاح يتكلمون فيما يدعم أصول الليبرالية اللعينة من حيث لا يشعرون حتى أصبحنا نسمع منهم (حقوق المرأة) و (عصرية المواجهة) و (الوسطية) و (نبذ الجمود المذهبي) والطعن في رموز الإسلام ذلة ومهانة لمن لمعوا تحت أيديهم من أرباب تلك المجاري –عفواً- القنوات الإعلامية!.

إن القلب ليحزن عندما أقرأ مقالاً لزنديق من زنادقة الليبرالية في صحيفة سعودية، وهو يسب الدين، ويستهزئ بالصالحين، وينقض عرى توحيد رب العالمين.

وبجانبه عمود لمن هو محسوب على الدعوة الإسلامية ببواقي لحيته، وجميل هندامه وهو يتكلم غلاء الاقتصاد العالمي، أو عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير