تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن القلب ليتقطع عندما يتكلم زنديق ليبرالي في برنامج عبر قناة فضائية عن أصل دينه وعقيدته، ويأتي بعده أو قبله داعية يتكلم عن أخلاق وسلوكيات تتفق فيها كافة الشعوب مسلمهم وكافرهم!.

فأين المفاصلة؟!.

وأين إعلان البراءة من دين الملحدين؟.

قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود:113).

وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) (الممتحنة:4).

فهل أنتم قائلون لليبرالية وكل ملحدٍ بأوصافهم وأشخاصهم: (إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ)؟!.

فوحدوا صفوفكم فللدين عليكم حق، وللشريعة عليكم واجب، واعلموا أن العزة كلّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8).

وأظهروا عوارهم، واهتكوا أستارهم، وانقضوا مقالاتهم، وأبطلوا مخططاتهم، بالخطب والمقالات واللقاءات والكتب، ووحدوا صفوفكم، وجاهدوهم بالقرآن والسنة جهاداً كبيراً، وليجدوا فيكم غلظة، فهم منافقون، وقد أمر الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بجهادهم، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ) (التوبة:73)، وما حمل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم السلاح، ولم يكن جهادهم إلا بفضحهم، وكشف أساليبهم، والتحذير منهم، ومن أخلاقهم، وتعزيز الدين الذي به ترغم أنوفهم، وتنكس رؤوسهم.

وأنشدوا:

كفى حزنا بالدين أن حماته **** إذا خذلوه قل لنا: كيف يُنصرُ؟

متى ينصر الإسلام مما أصابه **** إذا كان من يُرجى يخاف ويحذر؟

فعليكم بأصلين عظيمين من أصول الدين، إذا أضعتموهما وأنتم أنتم في المكانة بين الناس فقل على دين خير المرسلين في بلادكم السلام، وسوف يبعث الله له من ينصره في بلاد أخرى كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)، وقال تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}، وهذان الأصلان هما:

(1) الولاء والبراء على توحيد رب العالمين، وسنة خير المرسلين.

(2) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا يحقق هذين الأصلين إلا أنصار الله ورسوله حقاً وصدقاً وعدلاً، ولهم العزة والرفعة والمكنة بهما متى تحققا.

وأي رفعة بغير هذين الأصلين فهي رفعة وهمية ستزول ولو طال زمانها، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

جزى الله من نشره خير الجزاء.

كتبه

بدر بن علي بن طامي العتيبي

الرياض 29 صفر 1430هـ

ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:24 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 01:23 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[الزهراني الجبل]ــــــــ[26 - 02 - 09, 02:02 ص]ـ

جزاك الله خير وجزى الله الشيخ بدر

الخير ...........................

والشيخ بدر الآن في مدينة الطايف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير