[موقف عباس العقاد من النصرانية]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:45 م]ـ
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟
http://saaid.net/img/msword.gif (http://saaid.net/Doat/alkassas/125.doc)
محمد جلال القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فصل
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن أحبه واتبع هديه،
أما قبل: ـ
عرضتُ هذا الجزء من بحثي عن عباس العقَّاد على نفرٍ غير قليل، وكلهم تواطئوا على أن أغير العنوان، حتى لا أستفز القراء، وقلَّبتُ الأمر يميناً ويساراً، وما استقام عندي غير هذا العنوان إلا ما غُلبت عليه في بعض المواقع!!
جئت للعقاد من عند الكذاب اللئيم زكريا بطرس.
وجدتُ بطرس الكذاب اللئيم يتكئ على العقاد كثيراً، يحضره لمن يستمعون إليه شاهداً على صحة النصرانية .. كتابها .. وعقيدتها .. ، وكان ظني أن بطرس يكذب على العقَّاد كعادته، ولكني وجدتُ شيئاً آخر ... هالني .. أفزعني .. فدونت هذه الرسالة ...
لم يحملني حقدٌ على العقاد .. ولم يحملني إثارة القراء واستنفارهم إلى مثل هذا العنوان .. فالبركة هي المطلب وتكون في القليل غالباً.
هذا ... , وأقف على ربوة ذات قرارٍ ومعين .. فلا أتكلم بعد قراءة كتابٍ أو كتابين للعقاد، ولا بعد قراءة عجولة .. حتى لا يأتيني أحدهم يقول ربما لو قلبت الصفحات رأيت ما يشفع للرجل في هذه القضية .. مثلُ هذا الكلام يتساقط تحت قدمي ولا أنظر إليه. من أراد الرد فليرد بعلم.
وسأعود ثانية ـ إن شاء الله وبحوله وقوته ـ ألقي على أسماعكم ما هو أدهى وأمرُّ عن العقاد، واخترت هذه (موقف العقاد من النصرانية) كبداية سهلة أو عملا بالتدرج حين التحدث للناس بالغريب!!
والله أسأل أن يبارك لي، وأن ينفع، ويرفع.
وبعد:ـ
فيه مباحث:
المبحث الأول: عباس العقاد يدافع عن بولس.
المبحث الثاني: موقف عباس العقاد من ألوهية المسيح عليه السلام المزعومة.
المبحث الثالث: عباس العقاد يدافع عن عقيدة النصارى.
المبحث الرابع: عباس العقاد وقضية صلب المسيح المزعومة.
المبحث الأول
عباس العقاد يدافع عن بولس
مما لا أعرفُ فيه مخالف أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ أُرْسِلَ إلى بني إسرائيل، وبقي بينهم إلى أن رفعه الله إليه، ولم يدعُ غيرَهم إلى الله. وأمرَ المسيحُ ـ عليه السلام ـ الحواريينَ بالبقاء بين بني إسرائيل وأن لا يخرجوا من بينهم؛ وهذا صريحٌ في كتابهم «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ." [1].، وكان يقول: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» [2].
وهو ما نجدهُ في كتابِ ربنا القرآن العظيم الذي حَفِظَهُ عباس العقَّادُ صغيراً {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [الصف:6].
وهو ما نجده في سيرة المسيح ـ عليه السلام ـ وفي سيرة الحواريينَ من بعده، في كتابهم هم الذي بين أيديهم، فلم يخرج المسيحُ ـ عليه السلام ـ ولا تلاميذه إلى غير خراف بني إسرائيل الضالة.
وبعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ مباشرةً، جاء أحد نشطاء اليهود ودارسي الفلسفة على يد أكبر معلميها وأشهر من عرف بعداواته للحواريين،وهو (بولس ـ شاؤول) (3) [3] بدينٍ جديد، يختلف تماماً عن ما عاش عليه المسيح ـ عليه السلام ـ ودعى التلاميذ إليه، وتركهم عليه. بدَّل كلَّ شيء.
هو الذي افترى ألوهية المسيح ـ عليه السلام ـ وقد عاش المسيح ـ عليه السلام ـ عبداً رسولاً لم يقل مرةً أنه هو الله أو ابن الله متجسداً، ولا دعى أحداً لعبادته، ولا عبده أحدٌ من تلاميذه، بل كان يصلي كثيراً، ويبتهل إلى الله كثيراً، وكلما أراد فعل معجزةٍ رفع عيناه إلى السماء يستغيث بالله مولانا ومولاه.
وهو الذين جعلها دعوةً عامةً، وكانت خاصة ببني إسرائيل.
¥